وقوله :
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ؛ أعلم الله - عز وجل - أن أكثرهم من الذين اتبعوا أكابرهم؛ ليس عند أنفسهم أنهم على بصائر؛ وأنهم إنما يظنون؛ ومنهم من عاند؛ ومن يعلم أن النبي حق؛ فإن قال قائل : كيف يعذبون وهم ظانون؟ وهل يجوز أن يعذب من كفر وهو ظان؛ ومن لم يكفر وهو على يقين؟ فالجواب في هذا أن الله - جل ثناؤه - قد ذكر أنه يعذب على الظن؛ وذلك قوله :
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ؛ والحجة
[ ص: 286 ] في هذا أنهم عذبوا على هذا الظن؛ لأنهم اتبعوا أهواءهم؛ وتركوا التماس البصيرة من حيث يجب؛ واقتصروا على الظن؛ والجهل.