وقوله - عز وجل - :
أن تقولوا إنما أنـزل الكتاب على طائفتين من قبلنا ؛ قال بعضهم : معناه : أنزلناه لئلا تقولوا : إنما أنزل الكتاب؛ أي : أنزلناه لتنقطع حجتهم؛ وإن كانت الحجة لله - عز وجل -؛ لأن الكتب التي أنزلت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كانت فيها الحجة؛ ولم يكن الله - عز وجل - ليترك خلقه سدى بغير حجة؛ ولكن في تنزيل الكتاب؛ والنبي - صلى الله عليه وسلم - غاية الحجة؛ والزيادة في الإبانة.
[ ص: 307 ] وقال البصريون : معناه : " أنزلناه كراهة أن تقولوا " ؛ ولا يجيزون إضمار " لا " ؛ لا يقولون : " جئت أن أكرمك " ؛ أي : " لئلا أكرمك " ؛ ولكن يجوز : " فعلت ذلك أن أكرمك " ؛ على إضمار " محبة أن أكرمك " ؛ و " كراهة أن أكرمك " ؛ وتكون الحال تنبئ عن الضمير؛ فالمعنى : " أنزل الكتاب كراهة أن يقولوا : إنما أنزلت الكتب على أصحاب
موسى؛ وعيسى؛ وإن كنا عن دراستهم لغافلين ؛ المعنى : " وما كنا إلا غافلين عن تلاوة كتبهم " .