قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم ؛ و " الصراط " : الدين؛ " الذي دلني على الدين الذي هو دين الحق " ؛ ثم فسر ذلك فقال :
دينا قيما ؛ و " القيم " ؛ هو المستقيم؛ وقرئت : " دينا قيما " ؛ و " قيم " ؛ مصدر؛ كـ " الصغر " ؛ و " الكبر " ؛ إلا أنه لم يقل : " قوم " ؛ مثل قوله :
لا يبغون عنها حولا ؛ لأن قولك : " قام قيما " ؛
[ ص: 311 ] كأنه على " قوم " ؛ أو " قوم " ؛ فلما اعتل فصار " قام " ؛ اعتل " قيم " ؛ فأما " حول " ؛ فهو على أنه جار على غير فعل؛ وأما نصب
دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ؛ فمحمول على المعنى؛ لأنه لما قال :
هداني ربي إلى صراط مستقيم ؛ دل على " عرفني دينا قيما " ؛ ويجوز أن يكون على البدل من معنى " هداني إلى صراط مستقيم " ؛ المعنى : " هداني صراطا مستقيما؛ دينا قيما " ؛ كما قال - جل وعز - :
ويهديك صراطا مستقيما ؛ و " ملة إبراهيم " ؛ بدل من " دينا قيما " ؛ و " حنيفا " ؛ منصوب على الحال من "
إبراهيم " ؛ المعنى : " هداني وعرفني ملة
إبراهيم في حال حنيفيته " ؛ وهو ههنا
لإبراهيم حسن منه لغيره؛
وما كان من المشركين ؛ وقد فسرنا معنى " الحنيفية " ؛ وأنها الميل إلى الإسلام ميلا لا رجوع معه.