وقوله :
فوسوس لهما الشيطان ؛ تدل - والله أعلم - على معنى قوله :
وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين ؛ ويجوز " ملكين " ؛ لأن قوله :
هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ؛ يدل على " ملكين " ؛ وأحسبه قد قرئ به؛ فتدل - والله أعلم - على أن القول إنما كان وسوسة من إبليس؛ والأجود أن يكون خطابا؛ لقوله :
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ؛
[ ص: 327 ] أي : فحلف لهما؛
فدلاهما بغرور ؛ أي : دلاهما في المعصية بأن غرهما؛
فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما ؛ أي : ظهرت لهما فروجهما؛ وإنما السوءة كناية عن الفرج؛ إلا أن الأصل في التسمية " السوءة " ؛