وقوله - عز وجل - :
وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ؛ معنى " طفقا " : أخذا في الفعل؛ والأكثر " طفق؛ يطفق " ؛ وقد رويت " طفق؛ يطفق " ؛ بكسر الفاء؛ وقيل : كان ورق الجنة ذلك ورق التين؛ ومعنى يخصفان؛ يجعلان ورقة على ورقة؛ ومنه قيل للخصاف الذي يرقع النعل : " هو يخصف " ؛ قال الشاعر :
أو يخصف النعل لهفي أية صنعا
ويجوز " يخصفان " ؛ و " يخصفان " ؛ والأصل الكسر في الخاء؛ وفتحها وتشديد الصاد؛ ويكون المعنى : " يختصفان " ؛ وفي هذه الآية دليل على أن أمر التكشف؛ وإظهار السوءة قبيح من لدن
[ ص: 328 ] آدم ؛ ألا ترى أنه ذكر عظم شأنها في المعصية؛ فقال :
فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما ؛ وأنهما بادرا يستتران لقبح التكشف؟ وقوله :
ووري عنهما ؛ يجوز فيه " أوري " ؛ لأن الواو مضمومة؛ إن شئت أبدلت منها همزة؛ إلا أن القراءة تتبع في ذلك؛ والقراءة المشهورة؛ وخط المصحف : " ووري " ؛ بالواو؛ ومعنى
إلا أن تكونا ملكين ؛ وقوله :
ذاقا الشجرة ؛ يدل على أنهما ذاقاها ذوقا؛ ولم يبالغا في الأكل.