وقوله - عز وجل -:
وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ؛ يقال: " سفكت الدم؛ أسفكه؛ سفكا " ؛ إذا صببته؛ ورفع " لا تسفكون " ؛ على
[ ص: 165 ] القسم؛ وعلى حذف " أن " ؛ كما وصفنا في قوله: " لا تعبدون " ؛ ومثل حذف " أن " ؛ قول
طرفة :
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
وواحد " الدماء " : " دم يا هذا " ؛ مخفف؛ وأصله " دمي " ؛ في قول أكثر النحويين؛ ودليل من قال: إن أصله " دمي " ؛ قول الشاعر:
فلو أنا على حجر ذبحنا ... جرى الدميان بالخبر اليقين
وقال قوم: أصله: " دمي " ؛ إلا أنه لما حذف ورد إليه ما حذف منه؛ حركت الميم؛ لتدل الحركة على أنه استعمل محذوفا.
وقوله - عز وجل -:
ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ؛ عطف على " لا تسفكون دماءكم " ؛ وقوله:
ثم أقررتم ؛ أي: اعترفتم بأن هذا أخذ عليكم في العهد؛ وأخذ على آبائكم؛ وأنتم أيها الباقون المخاطبون تشهدون أن هذا حق.