معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وادعوه خوفا وطمعا ؛ أي : ادعوه خائفين عذابه وطامعين في رحمته؛ ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لن يدخل الجنة أحد بعمله " ؛ قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : " ولا أنا؛ إلا أن يتغمدني الله برحمته؛ وقوله : إن رحمت الله قريب من المحسنين ؛ إنما قيل : " قريب " ؛ لأن الرحمة والغفران في معنى واحد؛ وكذلك كل تأنيث ليس بحقيقي؛ وقال الأخفش : جائز أن تكون الرحمة ههنا في معنى المطر. [ ص: 345 ] وقال بعضهم : هذا ذكر ليفصل بين " القريب " ؛ من " القرابة " ؛ و " القريب " ؛ من " القرب " ؛ وهذا غلط؛ لأن كل ما قرب من مكان؛ أو نسب؛ فهو جار على ما يصيبه من التأنيث؛ والتذكير.

التالي السابق


الخدمات العلمية