وقوله :
ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ؛ أي : بكل طريق؛ ومعنى " توعدون " ؛ أي : توعدون من آمن
بشعيب بالعذاب؛ والتهدد؛ يقال : " وعدته خيرا " ؛ و " وعدته شرا " ؛ فإذا لم تذكر واحدا منهما قلت في الخير : " وعدته " ؛ وفي الشر : " أوعدته " ؛ وقوله :
وتصدون عن سبيل الله ؛ أي : عن الطريق التي آمن الله من آمن بها؛
وتبغونها عوجا ؛ أي : وتريدون الاعوجاج والعدول عن القصد؛ يقال في الدين؛ وفيما يعلم؛ إذا كان على غير استواء : " عوج " ؛ بكسر العين؛ وفي الحائط والعود : " عوج " ؛ بفتح العين.
[ ص: 355 ] وقوله :
واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ؛ جائز أن يكون " فكثركم " : جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء؛ وجائز أن يكون كان عددهم قليلا فكثرهم؛ وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار؛ فكثرهم؛ إلا أنه ذكرهم بنعمة الله عليهم؛ كما قال :
فاذكروا آلاء الله ؛ أي : نعم الله.