معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ولا تقعدوا بكل صراط توعدون ؛ أي : بكل طريق؛ ومعنى " توعدون " ؛ أي : توعدون من آمن بشعيب بالعذاب؛ والتهدد؛ يقال : " وعدته خيرا " ؛ و " وعدته شرا " ؛ فإذا لم تذكر واحدا منهما قلت في الخير : " وعدته " ؛ وفي الشر : " أوعدته " ؛ وقوله : وتصدون عن سبيل الله ؛ أي : عن الطريق التي آمن الله من آمن بها؛ وتبغونها عوجا ؛ أي : وتريدون الاعوجاج والعدول عن القصد؛ يقال في الدين؛ وفيما يعلم؛ إذا كان على غير استواء : " عوج " ؛ بكسر العين؛ وفي الحائط والعود : " عوج " ؛ بفتح العين. [ ص: 355 ] وقوله : واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم ؛ جائز أن يكون " فكثركم " : جعلكم أغنياء بعد أن كنتم فقراء؛ وجائز أن يكون كان عددهم قليلا فكثرهم؛ وجائز أن يكونوا غير ذوي مقدرة وأقدار؛ فكثرهم؛ إلا أنه ذكرهم بنعمة الله عليهم؛ كما قال : فاذكروا آلاء الله ؛ أي : نعم الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية