وقوله :
ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا ؛ أي : كثروا؛ وكثرت أموالهم؛ وقوله :
قد مس آباءنا الضراء والسراء ؛ فأخذهم الله ليعتبروا؛ ويقلعوا عن الكفر؛ وتكذيب الأنبياء؛ فقالوا : مس
[ ص: 360 ] آباءنا مثل هذا؛ أي : قد جرت عادة الزمان بهذا؛ وليست هذه عقوبة؛ فبين الله تأولهم بخطئهم؛ وقد علموا أن الأمم قد أهلكت بكفرهم قبلهم؛ وقوله :
فأخذناهم بغتة ؛ أي : فجأة؛
وهم لا يشعرون ؛ فهذا ما أخبر الله (تعالى) به عن الأمم السالفة؛ لتعتبر أمة
محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال :
ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ؛ أي : أتاهم الغيث من السماء؛ والنبات من الأرض؛ وجعل ذلك زاكيا كثيرا.