وقوله :
فإذا هي تلقف ما يأفكون ؛ و " تلقف " ؛ مخففة؛ ومثقلة؛ يقال : " لقفت الشيء؛ ألقفه " ؛ ومعنى قوله : " يأفكون " : أي : يأتون بالإفك؛ وهو الكذب؛ وذلك أنهم زعموا أن حبالهم وعصيهم حيات؛ فكذبوا في ذلك؛ وإنما قيل : إنهم جعلوا الزئبق؛ وصوروها بصور الحيات؛ فاضطرب الزئبق؛ لأنه لا يستقر؛ وقوله :
يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ؛ فلما ألقى موسى عصاه بلعت عصيهم؛ وحبالهم؛ قال الشاعر :
أنت عصا موسى التي لم تزل ... تلقف ما يأفكه الساحر
[ ص: 367 ] هذا البيت أنشد
لأبي عبيدة؛ وزعم
التوزي - صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة - أنه لا يعرفه؛ وهو صحيح في المعنى.