وقوله :
فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه ؛ أي : إذا جاءهم الخصب قالوا : أعطينا هذا باستحقاق؛
وإن تصبهم سيئة ؛ أي : جدب؛ أو ضر؛
يطيروا بموسى ومن معه ؛ المعنى : يتطيروا؛ فأدغمت التاء في الطاء؛ لأنهما من مكان واحد؛ من طرف اللسان؛ وأصول الثنايا؛ وتفسير قوله :
يطيروا يتشاءموا؛ وإنما قالت
العرب : " الطيرة " ؛ و " يتطير " ؛ فيما يكرهون؛ على ما اصطلحوا عليه بينهم؛ جعلوا ذلك أمرا يتشاءمون به؛ فقال - عز وجل - :
ألا إنما طائرهم عند الله ؛
[ ص: 369 ] المعنى : " ألا إنما الشؤم الذي يلحقهم هو الذي وعدوا به في الآخرة؛ لا ما ينالهم في الدنيا " ؛ وقال بعضهم : " طائرهم " : حظهم؛ والمعنى واحد.