وقوله :
فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ؛ يقال للذي يجيء في أثر قرن : " خلف " ؛ و " الخلف " : ما أخلف عليك بدلا مما أخذ منك؛ ويقال في هذا " خلف " ؛ أيضا؛ فأما ما أخلف عليك بدلا مما ذهب منك فهو " الخلف " ؛ بفتح اللام؛ وقوله :
ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ؛ قيل : إنهم كانوا يرتشون على الحكم؛ ويحكمون بجور؛ وقيل : إنهم كانوا يرتشون ويحكمون بحق؛ وكل ذلك عرض خسيس؛ وقوله :
ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ؛ فالفائدة أنهم كانوا يذنبون بأخذهم الرشا؛ ويقولون سيغفر لنا من غير أن يتوبوا؛ لأن قوله :
وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ؛ دليل على إصرارهم على الذنب؛ والله - جل وعز - وعد بالمغفرة في العظائم التي توجب النار؛ مع التوبة؛ فقال :
ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه ؛ أي : فهم ذاكرون لما أخذ عليهم.