وقوله :
إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ؛ معناه : " إن تستنصروا فقد جاءكم النصر " ؛ ويجوز أن يكون معناه : " إن تستحكموا فقد جاءكم الحكم " ; وقد أتى التفسير بالمعنيين جميعا؛ رووا أن
أبا جهل قال يوم "
بدر " : اللهم أقطعنا للرحم؛ وأفسدنا للجماعة؛ فأحنه اليوم " ؛ فسأل الله أن يحكم بحين من كان كذلك؛ فنصر النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ونال الحين
أبا جهل؛ وأصحابه؛ فقال الله - جل وعز - :
إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ؛ أي : " إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء " ؛ وقيل : إنه قال : " اللهم انصر أحب الفئتين إليك " ؛ فهذا يدل على أن معناه : " إن تستنصروا " ؛ وكلا الوجهين جيد.