قوله - عز وجل -:
قل من كان عدوا لجبريل ؛ "
جبريل " ؛ في اسمه لغات؛ قرئ ببعضها؛ ومنها ما لم يقرأ به؛ فأجود اللغات "
جبرئيل " ؛ بفتح الجيم؛ والهمز؛ لأن الذي يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صاحب الصور: "
جبرئيل ؛ عن يمينه؛
وميكائيل عن يساره " ؛ هذا الذي ضبطه أصحاب الحديث؛ ويقال: "
جبريل " ؛ بفتح الجيم؛ وكسرها؛ ويقال أيضا: " جبرأل " ؛ بحذف الياء؛ وإثبات الهمزة؛ وتشديد اللام؛ ويقال: " جبرين " ؛ بالنون؛ وهذا
[ ص: 180 ] لا يجوز في القرآن؛ أعني إثبات النون؛ لأنه خلاف المصحف؛ قال الشاعر:
شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة ... يد الدهر إلا جبرئيل أمامها
وهذا البيت على لفظ ما في الحديث؛ وما عليه كثير من القراء؛ وقد جاء في الشعر: "
جبريل " ؛ قال الشاعر:
وجبريل رسول الله فينا ... وروح القدس ليس له كفاء
وإنما جرى ذكر هذا لأن اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -:
جبريل عدونا؛ فلو أتاك
ميكائيل لقبلنا منك؛ فقال الله - عز وجل -:
قل من كان عدوا لجبريل فإنه نـزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه ؛ يعني ما تقدم من الكتب؛
وهدى وبشرى للمؤمنين ؛ ونصب " مصدقا " ؛ على الحال.