وقوله :
استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ؛ أي : لما يكون سببا للحياة؛ وهو العلم؛ وجائز أن يكون لما يكون سببا للحياة الدائمة في نعيم الآخرة؛ ومعنى " استجيبوا " ؛ في معنى " أجيبوا " ؛ قال الشاعر :
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي : فلم يجبه؛ وقوله :
واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ؛ قيل فيه ثلاثة أقوال؛ قال بعضهم : " يحول بين المؤمن والكفر " ؛ و " يحول بين الكافر والإيمان بالموت " ؛ أي : " يحول بين الإنسان وما يسوف به نفسه بالموت " ؛ وقيل : " يحول بين المرء وقلبه " ؛ معناه : " واعلموا أن الله مع المرء في القرب بهذه المنزلة " ؛ كما قال : - جل وعز - :
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ؛ وقيل : إنهم كانوا يفكرون في كثرة عدوهم؛ وقلة عددهم؛ فيدخل في
[ ص: 410 ] قلوبهم الخوف؛ فأعلم الله - جل ثناؤه - أنه يحول بين المرء وقلبه؛ بأن يبدله بالخوف الأمن؛ ويبدل عدوهم - بظنهم أنهم قادرون عليه - الجبن؛ والخور.