وقوله :
وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم ؛ موضع " إذ " ؛ نصب؛ المعنى : " اذكر إذ زين لهم الشيطان أعمالهم؛
وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ؛ تمثل لهم إبليس في صورة رجل؛ يقال له :
سراقة بن مالك بن جعثم؛ من
كنانة؛ وقال لهم : لن يغلبكم أحد؛ وأنا جار لكم من
بني كنانة؛ فلما تراءت الفئتان ؛
[ ص: 421 ] توافقتا حتى رأت كل واحدة الأخرى؛ فبصر إبليس بالملائكة تنزل من السماء؛ فنكص على عقبيه؛
وقال إني بريء منكم ؛ وذلك أنه عنف لهربه؛ فقال : إني بريء منكم؛
إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ؛ ومعنى " نكص " : رجع بخزي؛ فإن قال قائل : كيف يقول إبليس : إني أخاف الله؛ وهو كافر؟ فالجواب في ذلك أنه ظن الوقت الذي أنظر إليه قد حضر.