وقوله - جل وعز - :
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ؛ معناه : الذين لا يؤمنون بالله إيمان الموحدين؛ لأنهم أقروا بأن الله خالقهم؛ وأنه له ولد؛ وأشرك المشركون معه الأصنام؛ فأعلم الله - عز وجل - أن هذا غير إيمان بالله؛ وأن إيمانهم بالبعث ليس على جهة إيماننا؛ لأنهم لا يقرون بأن أهل الجنة يأكلون ويشربون؛ وليس يقرون باليوم الآخر؛ كما أعلم الله - جل وعز -؛ وليس يدينون بدين الحق؛ فأمر الله بقتل الكافرين كافة؛ إلا أن يعطوا الجزية عن يد؛ وفرض قبول الجزية من أهل الكتاب؛ وهم النصارى؛ واليهود.
[ ص: 442 ] وسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجوس؛ والصابئين؛ أن يجروا مجرى أهل الكتاب في قبول الجزية؛ فأما عبدة الأوثان من
العرب فليس فيهم إلا القتل؛ وكذلك من غيرهم؛ وقوله :
حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ؛ قيل : معنى " عن يد " : عن ذل؛ وقيل : " عن يد " : عن قهر؛ وذل؛ كما تقول : " اليد في هذا لفلان " ؛ أي : الأمر النافذ لفلان؛ وقيل : " عن يد " : أي : عن إنعام عليهم بذلك؛ لأن قبول الجزية منهم؛ وترك أنفسهم نعمة عليهم؛ ويد من المعروف جزيلة.