وقوله - عز وجل - :
ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض ؛ الإجماع في الروايات أن هذا كان في غزوة " تبوك " ؛ وذلك أن الناس خرجوا فيه على ضيقة شديدة شاقة؛ وقوله - عز وجل - :
اثاقلتم إلى الأرض ؛ المعنى : تثاقلتم؛ إلا أن التاء أدغمت في التاء؛ فصارت ثاء ساكنة؛ فابتدئت بألف الوصل - الابتداء.
وفي " اثاقلتم إلى الأرض " ؛ عندي غير وجه؛ منها أن معناه : " تثاقلتم إلى الإقامة بأرضكم " ؛ ومنها " اثاقلتم إلى شهوات الدنيا " ؛ وقوله :
أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ؛ أي : أرضيتم بنعيم الحياة الدنيا من نعيم الآخرة؟
[ ص: 448 ] فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ؛ أي : ما يتمتع به في الدنيا قليل؛ عندما يتمتع به أولياء الله في الجنة؛