ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ؛ أي : فتركهم العدة دليل على إرادتهم التخفف؛
ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ؛ و " التثبيط " : ردك الإنسان عن الشيء يفعله؛ أي : كره الله أن يخرجوا معكم؛ فردهم عن الخروج؛ ثم أعلم - عز وجل - لم كره ذلك؛ فقال :
لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ؛
[ ص: 451 ] و " الخبال " : الفساد؛ وذهاب الشيء؛ قال الشاعر :
أبني لبينى لستما بيد ... إلا يدا مخبولة العضد
أي : فاسدة العضد؛
ولأوضعوا خلالكم ؛ يقال : " أوضعت في السير " ؛ إذا أسرعت " ؛ " ولأسرعوا فيما يخل بكم " ؛
يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم ؛ أي : " فيكم من يسمع ويؤدي إليهم ما يريدون " ؛ وجائز أن يكون " سماعون لهم " ؛ من يقبل منهم؛ وفي المصحف مكتوب " ولأوضعوا " ؛ " ولأ اوضعوا " ؛ ومثله في القرآن : " أو لأ اذبحنه " ؛ بزيادة ألف أيضا؛ وهذا إنما حقه على اللفظ : " ولأوضعوا " ؛ ولكن الفتحة كانت تكتب قبل " العربي " ؛ ألفا؛ والكتاب ابتدئ به في " العربي " ؛ بقرب نزول القرآن؛ فوقع فيه زيادات في أمكنة؛ وإتباع الشيء بنقص عن الحروف؛ فكتبت " ولا أوضعوا " ؛ بلام وألف؛ بدلا من الفتحة؛ وبهمزة؛ فهذا مجاز ما وقع من هذا النحو في الكتاب.