إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ؛ أي : قد علمنا بالحزم في التخلف عنك؛ فأعلم الله - جل وعز - أن المسلمين لن يصيبهم إلا ما كتب الله لهم؛ فقال - جل وعز - :
قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ؛ أي : ما قدر علينا؛ كما قال :
ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ؛ ثم أكد ذلك فقال :
إن ذلك على الله يسير ؛ وفيه وجه آخر : " إنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ما بين لنا في كتابه؛ من أنا نظفر؛ فتكون تلك حسنى لنا؛ أو نقتل فتكون الشهادة حسنى لنا أيضا " ؛ أي : فقد كتب الله لنا ما يصيبنا؛ أو علمنا ما لنا فيه حظ؛ ثم بين - جل ثناؤه - فقال (تعالى) :
قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ؛ إلا الظفر؛ أو الشهادة؛
ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ؛ فأنتم تربصون بنا إحدى الحسنيين؛ ونحن نتربص بكم إحدى الشرتين؛ فبين ما تنتظرونه؛ وننتظره فرق عظيم.