معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
ثم أعلم - جل وعز - أنهم لو وجدوا مخلصا فيه لفارقوكم؛ فقال - جل وعز - : لو يجدون ملجأ أو مغارات ؛ و " الملجأ " ؛ و " اللجأ " ؛ مقصور؛ ومهموز؛ وهو المكان الذي يتحصن فيه؛ و " مغارات " ؛ جمع " مغارة " ؛ وهو الموضع يغور فيه الإنسان؛ أي : يستتر فيه؛ ويقرأ : " أو مغارات " ؛ بضم الميم؛ لأنه يقال : " أغرت " ؛ و " غرت " ؛ إذا دخلت الغور. [ ص: 455 ] وقوله : أو مدخلا ؛ ويقرأ : " أو مدخلا " ؛ بالتخفيف؛ ويقرأ : " أو مدخلا " ؛ فأما " مدخل " ؛ فأصله : " مدتخل " ؛ ولكن التاء والدال من مكان واحد؛ فكان الكلام من وجه واحد أخف؛ ومن قال : " مدخلا " ؛ فهو من " دخل؛ يدخل؛ مدخلا " ؛ ومن قال : " مدخلا " ؛ فهو من " أدخلته مدخلا " ؛ قال الشاعر :


الحمد لله ممسانا ومصبحنا ... بالخير صبحنا ربي ومسانا



ومعنى " مدخل " ؛ و " مدخل " : أنهم لو وجدوا قوما يدخلون في جملتهم؛ أو يدخلونهم في جملتهم؛ لولوا إليه وهم يجمحون ؛ المعنى : لو وجدوا هذه الأشياء؛ " لولوا إليه وهم يجمحون " ؛ أي : يسرعون إسراعا لا يرد وجوههم شيء؛ ومن هذا قيل : " فرس جموح " ؛ للذي إذا حمل لم يرده اللجام.

التالي السابق


الخدمات العلمية