[ ص: 184 ] (باب الحاء )
( [فصل ] الحاء المفتوحة )
حنيف : من كان على دين
إبراهيم عليه السلام ، ثم يسمى من كان يختتن ويحج
البيت في الجاهلية حنيفا . والحنيف اليوم : المسلم . وقيل : إنما سمي
إبراهيم عليه السلام حنيفا لأنه حنف عما كان يعبد أبوه وقومه من آلهة إلى عبادة الله جل وعز ، أي عدل عن ذلك ومال . وأصل الحنف ميل [في ] إبهامي القدمين ، كل واحدة على صاحبتها .
[ ص: 185 ] حج البيت قصد
البيت . يقال : حججت الموضع أحجه حجا إذا قصدته ، ثم سمي السفر إلى
البيت حجا دون ما سواه . والحج والحج لغتان . ويقال : الحج المصدر ، والحج الاسم . وقوله جل وعز :
يوم الحج الأكبر : يوم النحر ، ويقال يوم
عرفة . وكانوا يسمون العمرة الحج الأصغر .
وحصورا على ثلاثة أوجه : الذي لا يأتي النساء ، والذي لا يولد له ، والذي لا يخرج مع التذاذ شيئا .
الحواريون صفوة الأنبياء عليهم السلام ، الذين خلصوا وأخلصوا في التصديق بهم ونصرتهم . وقيل : إنهم كانوا قصارين ، فسموا الحواريين لتبييضهم الثياب ، ثم صار هذا الاسم مستعملا في من أشبههم من المصدقين . وقيل : كانوا صيادين ، وقيل : كانوا ملوكا والله أعلم .
[ ص: 186 ] بحبل من الله عهد .
حسرة : ندامة واغتمام على ما فات ، ولا يمكن ارتجاعه .
حسبنا الله كافينا الله .
حبطت أعمالهم بطلت .
حظ : نصيب .
حريق : نار تلتهب .
وحلائل جمع حليلة الرجل ، وهي امرأته . وإنما قيل لامرأة الرجل حليلته ، وللرجل حليلها ; لأنها تحل معه ، ويحل معها . ويقال : حليلة بمعنى محلة ; لأنها تحل له ويحل لها [قال
أبو عمر : ومنه قول
عنترة :
[ ص: 187 ] (وحليل غانية تركت مجدلا . . . . . . ] )
حسيبا فيه أربعة أقوال : كافيا ومقتدرا وعالما ومحاسبا .
وحاق بهم أحاط بهم . قال
أبو عمر : حاق بهم أي حق عليهم .
حميم ماء حار . قال : والحميم أيضا القريب في النسبة كقوله جل وعز :
ولا يسأل حميم حميما أي قريب قريبا . والحميم أيضا الخاص . يقال : دعينا في الخاصة لا العامة . والحميم أيضا العرق . قال
أبو عمر : والحميم أيضا الماء البارد . وحامة
[ ص: 188 ] الإبل الجياد ، يقال لها الحميم . ويقال : جاء : المصدق فأخذ حميمها ، أي خيارها ، وجاء آخر فأخذ نتاشها ، أي شرارها . وأنشد :
(وساغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بالماء الحميم )
أي البارد .
حرث : إصلاح الأرض ، وإلقاء البذر فيها ويسمى الزرع الحرث أيضا .
حشرنا : جمعنا ، والحشر : الجمع بكره .
حيران أي حائر . يقال : حار يحار ، وتحير يتحير أيضا إذا لم يكن له مخرج من أمره ، فمضى وعاد إلى حاله .
حمولة وفرشا الحمولة : الإبل التي تطيق أن يحمل عليها . والفرش : الصغار التي لا تطيق الحمل . وقال المفسرون : الحمولة :
[ ص: 189 ] الإبل والخيل والبغال والحمير ، وكل ما حمل عليه . والفرش : الغنم .
حوايا : مباعر . ويقال : الحوايا من البطن ما تحوى واستدار . ويقال الحوايا : بنات اللبن ، وهي متحوية أي مستديرة . واحدتها حاوية وحوية وحاوياء .
حثيثا سريعا .
حقيق علي : حق علي ، وواجب علي . ومن قرأ : ((حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق ) ) فمعناه : أنا حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق .
حفي عنها معناه يسألونك عنها ، كأنك حفي بهم . ويقال : تحفيت بفلان في المسألة إذا سألت به سؤالا أظهرت فيه العناية والمحبة والبر . ومنه :
إنه كان بي حفيا أي بارا معنيا . وقال
أبو عمر :
[ ص: 190 ] يقال في صفات المخلوقين : فلان حفي أي تعب . ولا يكون الحفي من صفات الله جل وعز . فقلت ؟ ما يكون هذا مثل المكر والعجب ، فقال : هو جائز . قال
أبو محمد : المحفي المقصود بالشيء المختص به . وقد يجوز أن يقال للبارئ ; لأن الخلق يفضلونه ويعنونه . وقيل : كأنك حفي عنها ، أي كأنك أكثرت السؤال عنها حتى علمتها . يقال : أحفى فلان في المسألة ، إذا ألح فيها وبالغ ، والحفي السؤول باستقصاء .
حملت حملا خفيفا الماء خفيف على المرأة إذا حملت [وقوله ] : ((فمرت به ) ) أي فاستمرت به ، أي قعدت به وقامت .
حرض وحضض ، وحث بمعنى واحد .
[ ص: 191 ] حنيذ مشوي في خد من الأرض بالرضف ، وهي الحجارة المحماة .
حاشى لله وحاش لله : قال المفسرون : معناه : معاذ الله ، وقال اللغويون : حاشى له معنيان التنزيه والاستثناء واشتقاقه من قولك كنت في حشى فلان أي في ناحيته ، ولا أدري أي الحشى آخذ [أي ] أي الناحية آخذ . قال الشاعر :
(يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله بأي الحشى أمسى الخليط المباين )
وقولهم حاشى فلانا [أي ] أعزل فلانا من وصف القوم بالحشى ، فلا أدخله في جملتهم . ويقال : حاشى لفلان وحاشى فلانا ، وحاشى فلان . فمن نصب فلانا أضمر في (حاشى ) مرفوعا والتقدير حاشى فعلهم فلانا . ومن خفض فلانا فبإضمار اللام ، لطول صحبتها (حاشى ) . وجواب آخر : لما خلت (حاشى ) من الصاحب أشبهت الاسم فأضيفت إلى ما بعدها
[ ص: 192 ] [يعني حاشى زيد ] قال
أبو عمر : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد يقول : إذا قيل : حاشى زيد فمعناه : حاشيت زيدا .
حصحص الحق وضح وتبين .
حرضا الحرض الذي قد أذابه الحزن والعشق . قال الشاعر :
(إني امرؤ لج بي حب فأحرضني حتى بليت وحتى شفني السقم )
حمأ : جمع حمأة ، وهو الطين الأسود المتغير .
حفدة : حذم ، وقيل : أختان ، وقيل : أصهار ، وقيل أعوان ، وقيل [بنو ] الرجل ، من نفعه منهم ، وقيل : بنو المرأة من زوجها الأول .
حاصب : ريح عاصف ترمي بالحصباء وهي الحصى الصغار .
[ ص: 193 ] وحففناهما بنخل أطفناهما من جوانبهما بنخل . والحفاف : الجانب ، وجمعه أحفة .
حمئة مهموزة : ذات حمأة . وحمية وحامية بلا همز أي حارة .
وحنانا من لدنا رحمة من عندنا . قال
أبو عمر : عن
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي عن
المفضل : ((وحنانا من لدنا ) ) أي هيبة : قال : كل من رآه هابه ووقره .
حصيدا خامدين معناه - والله أعلم - أنهم حصدوا بالسيف والموت ، كما يحصد الزرع ، فلم تبق منهم بقية . وقوله جل وعز :
منها قائم وحصيد يعني القرى التي أهلكت ، منها قائم [أي ]
[ ص: 194 ] قد بقيت حيطانها ، ومنها حصيد قد امحى أثره .
حدب نشز ونشز من الأرض ، أي ارتفاع .
حصب جهنم كل شيء ألقيته في نار فهو حصب قد حصبتها به . ويقال : حصب جهنم : حطب جهنم بالحبشية . قوله (بالحبشية ) إن كان أراد أن هذه الكلمة حبشية وعربية بلفظ واحد [فهو وجه ] أو أراد أنها حبشية الأصل سمعتها العرب ، فتكلمت بها فصارت عربية حينئذ ، فذلك وجه [أيضا ] . وإلا فليس في القرآن غير العربية .
ويقرأ : ((حضب جهنم ) ) بالضاد معجمة ، وهو ما هيجت به النار وأوقدتها .
[ ص: 195 ] حسيسها صوتها .
حمل : ما تحمل الإناث في بطونها . والحمل ما حمل على ظهر أو على رأس .
حدائق ذات بهجة بساتين ذات حسن ، واحدتها حديقة ، والحديقة كل بستان عليه حائط ، وما لم يكن عليه حائط لم يقل له حديقة .
حق عليهم القول أي وجبت عليهم الحجة ، فوجب العذاب ومثله :
حقت كلمت ربك أي وجبت .
الحيوان [الحياة ] . كقوله جل وعز :
وإن الدار الآخرة لهي الحيوان أي الحياة . والحيوان أيضا كل ذي روح .
حناجر : جمع حنجرة وحنجور ، وهما رأس الغلصمة ، حيث تراه حديدا من خارج الحلق .
[ ص: 196 ] حرور : ريح حارة تهب بالليل ، وقد تكون بالنهار . والسموم بالنهار ، وقد تكون بالليل .
حافين من حول العرش أي مطيفين بحفافيه ، أي بجانبيه ومنه حف به الناس ، أي صاروا في جوانبه .
حرث الآخرة عمل الآخرة . والحرث : الزرع أيضا .
وحب الحصيد أراد الحب الحصيد ، وهو مما أضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين .
حمية أنفة وغضب .
حبل الوريد الحبل هو الوريد ، فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظي اسميه . والوريدان : عرقان بين الأوداج وبين اللبتين . تزعم العرب أنهما من الوتين ، والوتين عرق مستبطن الصلب ، أبيض غليظ ، كأنه قصبة ، معلق بالقلب ، يسقي كل عرق في الإنسان . ويقال لمعلق القلب من الوتين النياط . وسمي نياطا لتعلقه بالقلب ، وسمي الوريد وريدا ; لأن الروح ترده .
حق اليقين كقولك (عين اليقين ) و (محض اليقين ) .
[ ص: 197 ] حاد الله وشاق الله : أي عادى الله وخالفه . ويقال : المحادة : الممانعة .
" حاجة " فقر ويقال [محنة ] أيضا .
حسير كليل معي .
حرد غضب وحقد . وحرد : قصد ، وحرد منع ، من قولك : حاردت الناقة ، إذا لم يكن بها لبن . وحاردت السنة ، إذا لم يكن فيها مطر .
الحاقة يعني القيامة ، سميت بذلك لأن فيها حواق الأمور أي صحائح الأمور .
الحافرة الرجوع إلى أول الأمر . يقال : رجع فلان في حافرته ، وعلى حافرته ، إذا رجع من حيث جاء . ومعنى قوله جل وتعالى :
أإنا لمردودون في الحافرة أي نعود بعد الموت أحياء .
[ ص: 198 ] وحدائق غلبا بساتين نخل غلاظ الأعناق .
حمالة الحطب امرأة أبي لهب ، كانت تمشي بالنمائم ، وحمل الحطب كناية عن النمائم ; لأنها توقع بين الناس الشر ، وتشعل بينهم النيران كالحطب الذي تذكى به النار . ويقال : إنها كانت موسرة ، فكانت لفرط بخلها تحمل الحطب على ظهرها ، فنعى الله جل وعز [عليها ] هذا القبح من فعلها . ويقال : إنها كانت تقطع الشوك ، فتطرحه في طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه لتؤذيهم بذلك . فالحطب معني به الشوك في هذا الجواب .