21- وأما :
(يكاد البرق يخطف أبصارهم) فمنهم من قرأ: (يخطف) من "خطف"، وهي قليلة رديئة؛ لا تكاد
[ ص: 55 ] تعرف. وقد رواها يونس (يخطف) بكسر "الخاء" لاجتماع الساكنين. ومنهم من قرأ: (يخطف) على "خطف يخطف" وهي الجيدة، وهما لغتان. وقال بعضهم: (يخطف) وهو قول يونس من: "يختطف" فأدغم التاء في الطاء؛ لأن مخرجها قريب من مخرج الطاء. وقال بعضهم: (يخطف) فحول الفتحة على الذي كان قبلها، والذي كسر كسر لاجتماع الساكنين فقال: (يخطف) ومنهم من قال: (يخطف) كسر الخاء لاجتماع الساكنين ثم كسر الياء؛ أتبع الكسرة الكسرة وهي قبلها، كما أتبعها في كلام العرب. كثيرا يتبعون الكسرة في هذا الباب الكسرة يقولون "قتلوا" و "فتحوا" يريدون: "افتتحوا". قال [
أبو النجم ]:
(29) تدافع الشيب ولم تقتل
[ ص: 56 ] وسمعناه من العرب مكسورا كله، فهذا مثل "يخطف" إذا كسرت ياؤها؛ وهي بعدها وأتبع الآخر الأول.
وقوله:
(ولو شاء الله لذهب بسمعهم) فمنهم من يدغم ويسكن الباء الأولى؛ لأنهما حرفان مثلان.
ومنهم من يحرك فيقول :
(لذهب بسمعهم) وجعل "السمع" في لفظ واحد، وهو جماعة؛ لأن "السمع" قد يكون جماعة ويكون واحدا وقوله:
(ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) [ سورة البقرة: 7 ] ومثله قوله:
(لا يرتد إليهم طرفهم) [ سورة إبراهيم: 43] وقوله:
(فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا) [ سورة النساء: 4] ومثله :
(ويولون الدبر) [ سورة القمر: 45].