بئس الليالي سهدت من طربي شوقا إلى من يبيت يرقدها
ليل يصادفني ومرهفة الحشا ضدين أسهره لها وتنامه
ولو ملكت زماعا ظل يجذبني قودا لكان ندى كفيك من عقلي
وقيدت نفسي في ذراك محبة ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض ومن فوقها والبأس والكرم المحض
ظللنا نعود الجود من وعكك الذي وجدت وقلنا : اعتل عضو من المجد
يعطيك مبتدرا فإن أعجلته أعطاك معتذرا كمن قد أجرما
أخو عزمات فعله فعل محسن إلينا ولكن عذره عذر مذنب
كريم متى استوهبت ما أنت راكب وقد لقحت حرب فإنك نازل
ماض على عزمه في الجود لو وهب الشباب يوم لقاء البيض ما ندما
والذي يشهد الوغى ساكن القلب كأن القتال فيها ذمام
لقد كان ذاك الجأش جأش مسالم على أن ذاك الزي زي محارب
الصبح مشهور بغير دلائل من غيره ابتغيت ولا أعلام
وليس يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وفي شرف الحديث دليل صدق لمختبر على الشرف القديم
أفعاله نسب لو لم يقل معها جدي الخصيب عرفنا العرق بالغصن
وأحب آفاق البلاد إلى الفتى أرض ينال بها كريم المطلب
وكل امرئ يولي الجميل محبب وكل مكان ينبت العز طيب
يقر له بالفضل من لا يوده ويقضي له بالسعد من لا ينجم
لا أدعي لأبي العلاء فضيلة حتى يسلمها إليه عداه
رقدت ولم ترث للساهر وليل المحب بلا آخر
لخدك من كفيك في كل ليلة إلى أن ترى ضوء الصباح وساد
تبيت تراعي الليل ترجو نفاده وليس لليل العاشقين نفاد
ثوى بالمشرقين لهم ضجاج أطار قلوب أهل المغربين
تناذر أهل الشرق منه وقائعا أطاع لها العاصون في بلد الغرب
لما نزلت على أدنى ديارهم ألقى إليك الأقاصي بالمقاليد
افرغ لحاجتنا ما دمت مشغولا فلو فرغت لكنت الدهر مبذولا
فقل لسعيد أسعد الله جده : لقد رث حتى كاد ينصرم الحبل
فلا تعتذر بالشغل عنا فإنما تناط بك الآمال ما اتصل الشغل
من غادة منعت وتمنع وصلها فلو أنها بذلت لنا لم تبذل
ومن البلية أنني علقت ممنوعا منوعا
لئن كان ذنبي أن أحسن مطلبي أساء ففي سوء القضاء لي العذر
إذا محاسني اللاتي أدل بها كانت ذنوبي فقل لي : كيف أعتذر
قد يقدم العير من ذعر على الأسد
فجاء مجيء العير قادته حيرة إلى أهرت الشدقين تدمى أظافره
إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكد إليه بوجه آخر الدهر تقبل
نقل الجبال الرواسي من أماكنها أخف من رد قلب حين ينصرف
عطاؤك زين لامرئ إن أصبته بخير وما كل العطاء يزين !
تدعى عطاياه وفرا وهي إن شهرت كانت فخارا لمن يعفوه مؤتنفا
ما زلت منتظرا أعجوبة عننا حتى رأيت سؤالا يجتنى شرفا
بعثن الهوى ثم ارتمين قلوبنا بأسهم أعداء وهن صديق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
إذا ما أرادت خلة أن تزيلنا أبينا وقلنا : الحاجبية أول
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول
وعند من اليوم الوفاء لصاحب شبيب وأوفى من ترى أخوان
فلا تحسبا هندا لها الغدر وحدها سجية نفس كل غانية هند
فلم أر في رنق الصرى لي موردا فحاولت ورد النيل عند احتفاله
قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا
كأنما يولد الندى معهم لا صغر عاذر ولا هرم
عريقون في الإفضال يؤتنف الندى لناشئهم من حيث يؤتنف العمر
فلا تغلين بالسيف كل غلائه ليمضي فإن الكف لا السيف تقطع
إذا الهند سوت بين سيفي كريهة فسيفك في كف تزيل التساويا
ساموك من حسد فأفضل منهم غير الجواد وجاد غير المفضل
فبذلت فينا ما بذلت سماحة وتكرما وبذلت ما لم تبذل
أرى الناس منهاج الندى بعدما عفت مهايعه المثلى ومحت لواحبه
ففي كل نجد في البلاد وغائر مواهب ليست منه وهي مواهبه
بيضاء تطمع فيما تحت حلتها وعز ذلك مطلوبا إذا طلبا
تبدو بعطفة مطمع حتى إذا شغل الخلي ثنت بصدفة مؤيس
إذكار مثلك ترك إذكاري له إذ لا تريد لما أريد مترجما
وإذا المجد كان عوني على المرء تقاضيته بترك التقاضي
فنعمت من شمس إذا حجبت بدت من خدرها فكأنها لم تحجب
قضى لها الله حين صورها الخالق أن لا يكنها سدف
راميات بأسهم ريشها الهدب تشق القلوب قبل الجلود
رمتني بسهم ريشه الكحل لم يجز ظواهر جلدي وهو في القلب جارح
ودعوت ربي بالسلامة جاهدا ليصحني فإذا السلامة داء
أسرع في نقص امرئ تمامه تدبر في إقبالها أيامه
أقلل زيارتك الحبيب تكون كالثوب استجده
إن الصديق يمله أن لا يزال يراك عنده
وطول مقام المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
زاد معروفك عندي عظما أنه عندك محقور صغير
تتناساه كأن لم تأته وهو عند الناس مشهور كبير
تظن من فقدك اعتدادهم أنهم أنعموا وما علموا
ألم تر للنوائب كيف تسمو إلى أهل النوافل والفضول
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
تذلل لها واخضع على القرب والنوى فما عاشق من لا يذل ويخضع
كن إذا أحببت عبدا للذي تهوى مطيعا
لن تنال الوصل حتى تلزم النفس الخضوعا
لعمرك إني بالخليل الذي له علي دلال واجب لمفجع
وإني بالمولى الذي ليس نافعي ولا ضائري فقدانه لممتع
أما تغلط الأيام في بأن أرى بغيضا ثنائي أو حبيبا تقرب
مظلومة القد في تشبيهه غصنا مظلومة الريق في تشبيهه ضربا