فأما قوله :
وبيضة خدر لا يرام خباؤها تمتعت من لهو بها غير معجل تجاوزت أحراسا وأهوال معشر
علي حراص لو يسرون مقتلي
فقد قالوا : عنى بذلك أنها كبيضة خدر في صفائها ورقتها ، وهذه كلمة حسنة ، ولكن لم يسبق إليها ، بل هي دائرة في أفواه العرب ، وتشبيه سائر .
ويعني بقوله : " غير معجل " : أنه ليس ذلك مما يتفق قليلا وأحيانا ، بل يتكرر له الاستمتاع بها ، وقد يحمله غيره على أنه رابط الجأش ، فلا
[ ص: 172 ] يستعجل إذا دخلها خوف حصانتها ومنعتها .
وليس في البيت كبير فائدة ؛ لأن الذي حكى في سائر أبياته قد تضمن مطاولته في المغازلة واشتغاله بها ، فتكريره في هذا البيت مثل ذلك قليل المعنى ، إلا الزيادة التي ذكر من منعتها ، وهو - مع ذلك - بيت سليم اللفظ في المصراع الأول دون الثاني .
والبيت الثاني ضعيف .
وقوله : " لو يسرون مقتلي " أراد أن يقول : لو أسروا ، فإذا نقله إلى هذا ضعف ووقع في مضمار الضرورة ، والاختلال على نظمه بين ، حتى إن المتأخر ليحترز من مثله .
* *