ثم قال:
والشاطبي جاء في العقيله به وزاد أحرفا قليله
أخبر أن الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=14563الشاطبي جاء به، (أي: بالمقنع)، يعني ذكر جميع مسائل كتاب المقنع في نظمه المسمى "بعقيلة أتراب القصائد في أسنى المقاصد"، وزاد عليه أحرفا، أي: كلمات قليلة، وجملتها ست كلمات.
nindex.php?page=showalam&ids=14563والشاطبي هو الشيخ الإمام المقرئ،
nindex.php?page=showalam&ids=14563أبو محمد قاسم بن فيره بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير صاحب القصيدة التي سماها: "حرز الأماني ووجه التهاني".
كان رحمه الله تعالى عالما بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيرا، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إذا قرئ عليه صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم والموطأ، تصحح النسخ من حفظه، ويملي النكت على المواضع المحتاج إليها، وكان أوحد أهل زمانه في علم النحو واللغة، عالما بعلم الرؤيا، قرأ القرآن العظيم بالروايات على
أبي عبد الله محمد بن علي أبي العاصي النفزي بالزاي المعجمة، وعلى
أبي الحسن علي [ ص: 23 ] ابن هذيل الأندلسي وسمع الحديث من
أبي عبد الله بن سعادة وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم وغيرهما، وانتفع به خلق كثير، وكان يتجنب فضول الكلام، ولا ينطق في سائر أوقاته، إلا بما تدعو إليه الضرورة، ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة، وهيئة حسنة وتخشع، وكانت ولادته في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة للهجرة، ودخل
مصر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وكان يقول عند دخوله إليها أنه يحفظ وقر بعير في العلوم، وتوفي
بمصر يوم الأحد بعد صلاة العصر، الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة، ودفن بالقرافة الصغرى في تربة القاضي الفاضل، وفيره بكسر الفاء وسكون الياء المثناة من تحت، وتشديد الراء وضمها، وهو بلغة أعاجم
الأندلس، ومعناه بالعربي الحديد،
والرعيني نسبة إلى قبيلة من قبائل
المغرب. nindex.php?page=showalam&ids=14563والشاطبي نسبة إلى
شاطبة؛ مدينة كبيرة
بالأندلس خرج منها جماعة من العلماء.