ثم قال:
إيلافهم ثم عذاب صاد وفي المنادى نحو يا عباد
ذكر في البيت
مما حذفت منه الياء الزائدة كلمة واحدة، وأصلا مطردا، وهو كل اسم منادى أضيف إلى ياء المتكلم، وتبرع بكلمة واحدة وهي: "إيلافهم" صدر البيت.
أما كلمة "إيلافهم" المتبرع بها ففي سورة "قريش":
إيلافهم رحلة الشتاء والصيف . وقد قرأها أبو جعفر بهمزة مكسورة من غير ياء، وقرئت شاذا كذلك مع إسكان اللام، وخرج ب: "إيلافهم"، "لإيلاف قريش" أول السورة؛ فإن ياءه ثابتة، وقد قرأه الشامي بغير ياء بعد الهمزة، وإنما كانت كلمة: "إيلافهم". متبرعا بها; لأن ياءها ليست بلام، ولا زائدة، وإنما هي فاء الكلمة وأصلها همزة، فأبدلت ياء لسكونها بعد همزة مكسورة كما بدلت في "إيمان"، وسينص الناظم في فن الضبط على إلحاق هذه الياء، وصفته كما
[ ص: 144 ] سيأتي أن تجعل بعد الألف الذي هو صورة الهمزة ياء بالحمراء متصلة باللام بعدها على ما جرى به العمل، ووسط الناظم كلمة: "إيلافهم" بين كلمات الباب كما سمح به النظم.
وأما "عذاب صاد" ففيها:
بل لما يذوقوا عذاب . واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو ما في "الحجر":
وأن عذابي هو العذاب الأليم . فإن ياءه ثابتة.
وأما الاسم المنادى المضاف فنحو: يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم ، "يا عبادي فاتقون"،
ويا قوم استغفروا ربكم ،
يا بني اركب معنا إذ أصله: "يا بنيو" مصغر ابن ثم أبدلت الواو ياء، وأدغمت فيها ياء التصغير على القياس، ثم أضيف إلى ياء المتكلم، ولكنها حذفت من الخط على قاعدة المنادى، وسواء كان حرف النداء موجودا كما مثل أم لا نحو:
رب اغفر وارحم ،
رب احكم .
رب انصرني ، ولا يندرج في المنادى: "يا بني اذهبوا"، "يا بني لا تدخلوا من باب واحد"، وإن كان منادى في آخره ياء زائدة للمتكلم; لأن ترجمة الناظم فيما حذفت منه الياء اكتفاء بالكسرة قبلها، وياء: "يا بني" لا كسرة قبلها وإنما قبلها ياء ساكنة مدغمة فيها وأصله: "بنين" جمع سلامة لابن، فلما أضيف إلى ياء المتكلم حذفت نون الجمع فاجتمع ياءان، الأولى علامة نصب الاسم لكونه منادى مضافا، والثانية ياء المتكلم، فأدغمت أولاهما في الثانية.
"تنبيه": جملة الكلمات المحذوف منها الياء الزائدة دون: "إيلافهم" ودون المنادى، أربع وستون كلمة.
وجملة المواضع الواقعة فيها مائة وسبعة مواضع، وقد أطلق الناظم في جميع تلك الكلمات الحكم الذي هو حذف الياء، فيستفاد منه اتفاق شيوخ النقل عليه على ما تقدم في اصطلاحه.
وقوله: وفي "المنادى" متعلق بحذفت مقدرا يدل عليه السياق.