دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


حيث أصابعهم والبرهان نكالا الطاغوت ثم الإخوان

أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أصابعهم، والبرهان، ونكالا، والطاغوت، والإخوان" حيث وقعت.

أما "أصابعهم" ففي "البقرة": يجعلون أصابعهم في آذانهم ، وأما "البرهان" ففي البقرة: قل هاتوا برهانكم ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع نحو: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به .

وأما "نكالا": ففي "البقرة": فجعلناها نكالا وفي العقود: نكالا من الله ، وخرج بنكالا المنون: نكال الآخرة والأولى بالنازعات، فإنه ثابت، وأما: أنكالا وجحيما فغير داخل في: نكالا كما هو ظاهر؛ وهو ثابت أيضا.

وأما "الطاغوت" ففي "البقرة": والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت ، وهو متعدد فيما بعدها، وأما "الإخوان" ففي "البقرة": وإن تخالطوهم فإخوانكم ، وهو متعدد فيما بعدها ومنوع نحو: فأصبحتم بنعمته إخوانا ، والعمل على الحذف في هذه الألفاظ المذكورة في البيت حيث وقعت.

وسكت عن الألف الأولى من: "برهانان" مثنى "برهان"، الواقع في "القصص" في قوله تعالى: فذانك برهانان ، والعمل على حذفها، وأما الألف الثانية فيعلم حكمها من قاعدة المثنى الآتية.

وقوله: "أصابعهم"، والألفاظ الأربعة بعده عطف على "ذين" بحذف العاطف من الأول، والثالث، والرابع، و: "حيث" ظرف مكان متعلق بحذف المتقدم في البيت قبله مضاف في التقدير إلى جملة مقدم من تأخير، والتقدير: وجاء حذف ذين و: "أصابعهم" و: "البرهان"، إلخ، حيث وقعت.

التالي السابق


الخدمات العلمية