سورة الأعراف
144 - مسألة :
ما
سبب اختلاف الألفاظ وزيادة المعاني ونقصها في بعض قصص آدم دون بعض، وكذلك في غير ذلك من القصص كقصة
موسى مع
فرعون، ونوح وهود وصالح مع قومهم وشبه ذلك؟
[ ص: 174 ] جوابه:
أما اختلاف الألفاظ فلأن المقصود المعاني؛ لأن الألفاظ الدالة عليها:
أولا: لم تكن باللسان العربي، بل بألسنة المتخاطبين حالة وقوع ذلك المعنى، فلما أديت تلك المعاني إلى هذه الأمة أديت بألفاظ عربية تدل على معانيها مع اختلاف الألفاظ واتحاد المعنى، فلا فرق بين "أبى" أن يكون مع الساجدين وبين "لم يكن مع الساجدين" في دلالتها على معنى واحد وهو عدم السجود.
وكذلك لا فرق في المعنى بين "ما لك لا تسجد" و"وما منعك أن تسجد" لأن اللام صلة زائدة.
وأما زيادة المعاني ونقصها في بعض دون بعض؛ فلأن المعاني الواقعة في القصص فرقت في إيرادها، فيذكر بعضها في مكان وبعض آخر في مكان آخر، ولذلك عدة فوائد، ذكرتها في كتاب (المقتنص في تكرار القصص).