كشف المعاني في المتشابه من المثاني

ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

صفحة جزء
178 - مسألة :

أجعلتم سقاية الحاج إلى قوله: لا يهدي القوم الظالمين وقال بعده: فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين وقال بعده: زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين .

جوابه:

أن الأولى نزلت في الذين فضلوا سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام على الإيمان والجهاد، فوضعوا الأفضل في غير موضعه، وهو معنى الظلم، أو نقصوا الإيمان بترجيح الآخر عليه، والظلم: النقص أيضا، كقوله تعالى: ولم تظلم منه شيئا .

والثانية في المسلمين الذين اتخذوا أقاربهم الكفار أولياء، وبعض الفسق لا ينافي الإيمان.

والثالثة في الكفار الذين كانوا ينسئون الشهور، فيحلون حرامها ويحرمون حلالها، ولذلك قال تعالى: زيادة في الكفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية