185 - مسألة :
قوله تعالى:
وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة وقال بعد ذلك:
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة ؟
فقال في الأولى:
(ثم تردون) وفي الثانية:
(وستردون) وقال في الثانية:
(والمؤمنون)؟
جوابه:
أن الأولى في المنافقين بدليل:
قد نبأنا الله من أخباركم وكانوا يخفون من النفاق ما لا يعلمه إلا الله تعالى ورسوله بإعلامه إياه.
[ ص: 200 ] والآية الثانية: في المؤمنين، بدليل قوله تعالى:
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وأعمالهم ظاهرة فيما بينهم من الصلاة والزكاة والحج وأعمال البر فلذلك زاد قوله:
(والمؤمنون).
وأما (ثم) في الأولى فلأنها وعيد، فبين أنه لكرمه لم يؤاخذهم في الدنيا، فأتى بـ(ثم) المؤذنة بالتراخي.
والثانية: وعد، فأتى بالواو والسين المؤذنان بقرب الجزاء والثواب وبعد العقاب، فالمنافقون يؤخر جزاؤهم عن نفاقهم إلى موتهم، فناسب (ثم)
والمؤمنون يثابون على العمل الصالح في الدنيا والآخرة لقوله تعالى:
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم الآية.