335 - مسألة :
قوله تعالى:
يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وفي القصص:
يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وفي موضع آخر:" يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" ؟
جوابه:
أن أحوال الناس في الرزق ثلاثة:
الأول: من يبسط رزقه تارة ويضيق عليه أخرى، وهو يفهم من آية العنكبوت بقوله تعالى: "له".
والثاني: يوسع على قوم مطلقا ويضيق على قوم مطلقا، ويفهم من سورة القصص.
والثالث: الإطلاق من غير تعيين بسط ولا قبض، فأطلق من غير ذكر عباد. وخصت العنكبوت بالحال الأول لتقدم قوله
[ ص: 292 ] تعالى:
وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ثم فصل حالهم في بسطه تارة وقبضه تارة.
وأما آية القصص فتقدمها قصة
قارون، فناسب الحال الثاني أنه يبسط الرزق لمن يشاء مطلقا لا لكرامته كقارون، ويقبضه عمن يشاء لا لهوانه كالأنبياء الفقراء منهم.
وأما بقية الآيات فمطلق من غير تعيين، كأنواع بعض الحيوانات من الآدميين وغيرهم.