49 - مسألة :
قوله تعالى:
بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا وقال:
أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وقال في المائدة:
ما وجدنا عليه آباءنا وقال:
لا يعلمون ؟
جوابه: أما (ألفينا) و (وجدنا) فمعناهما واحد، واختلاف لفظهما للتفنن في الفصاحة والإعجاز.
وأما: (يعقلون) هنا فلأن سياقه في اتخاذهم الأصنام والأنداد وعبادتها من دون الله ومحبتها، والعقل الصحيح
[ ص: 110 ] يأبى ذلك عند نظره.
وأما: (يعلمون)" فجاء في سياق التحريم والتحليل بعدما افتتح الكلام بقوله تعالى:
لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم وفي اتخاذ البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي.
والتحليل والتحريم من باب العلم والنقل.
وأيضا: فلما ختم الآية قبله في المائدة بقوله تعالى:
وأكثرهم لا يعقلون ختم هذه الآية بـ(يعلمون) وكان الجمع بين نفي العقل والعلم عنهم أبلغ.