65 - مسألة :
قوله تعالى في آية الربا:
والله لا يحب كل كفار أثيم وفي الآية الأولى من النساء:
من كان مختالا فخورا وكذلك في الحديد.
[ ص: 121 ] وفي الثانية:
من كان خوانا أثيما .
ما
فائدة العدول عن قوله: "يبغض " إلى قوله: "لا يحب" مع أنه لا يلزم من نفي المحبة البغض؟
وما فائدة تخصيص كل آية بما ذكر فيها؟
جوابه:
أن البغض: صفة مكروهة للنفوس، فلم يحسن نسبته إلى الله تعالى لفظا، وأيضا: فلأن حال العبد مع الله تعالى إما طاعته أو عدمها.
فإذا انتفت محبته لنفي طاعته تعين ضدها، فعبر بما هو أحسن لفظا.
وأما (كفار أثيم): فإنها نزلت في
ثقيف وقريش لما أصروا على الربا، وعارضوا حكم الله تعالى بقولهم:
إنما البيع مثل الربا فهم كفار بالدين، آثمون بتعاطي الربا والإصرار عليه.
وأما آية النساء الأولى فجاءت بعد قوله تعالى:
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبعد قوله:
وبالوالدين إحسانا والعبادة هي التذلل للمعبود والتواضع له، وكذلك الإحسان إلى الوالدين يقتضي التواضع لهما، وذلك ينافي الاختيال والعجب والتفاخر، ويؤيده قوله سبحانه:
وبذي القربى الآية.
[ ص: 122 ] وكذلك جاء في لقمان بعد قوله تعالى:
ولا تمش في الأرض مرحا وفي الحديد بعد قوله تعالى:
وتفاخر بينكم .
وأما آية النساء الثانية فنزلت في
طعمة بن أبيرق لما سرق درع
nindex.php?page=showalam&ids=361قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - وحلف عليه، ورمى به اليهود، ثم ارتد ولحق
بمكة، فناسب: (خوانا).
وأيضا فلتقدم قوله تعالى:
عن الذين يختانون أنفسهم .