29 - باب ياءات الزوائد
1 - ودونك ياءات تسمى زوائدا لأن كن عن خط المصاحف معزلا
[ ص: 193 ] الياءات الزوائد عند علماء القراءات، هي الياءات المتطرفة الزائدة في التلاوة على رسم المصاحف العثمانية. ولكونها زائدة في التلاوة على رسم المصاحف عند من أثبتها سميت زوائد، وهذا معنى قوله: (لأن كن عن خط المصاحف معزلا)، أي لأنهن عزلن على رسم المصاحف فلم يكتبن فيه.
والفرق بين ياءات الزوائد وياءات الإضافة من أربعة أوجه:
الأول: أن الياءات الزوائد تكون في الأسماء نحو: الداع، الجوار، وفي الأفعال نحو: يأت، يسر، ولا تكون في الحروف بخلاف ياءات الإضافة، فإنها تكون في الأسماء والأفعال والحروف كما تقدم فيها.
الثاني: أن الزوائد محذوفة من المصاحف بخلاف ياءات الإضافة فإنها ثابتة فيها.
الثالث: أن
الخلاف في ياءات الزوائد بين القراء دائر بين الحذف والإثبات بخلاف ياءات الإضافة. فإن الخلاف بينهم فيها دائر بين الفتح والإسكان.
الرابع: أن الياءات الزوائد تكون أصلية وزائدة، فمثال الأصلية: الداع، المناد، يوم يأت، إذا يسر. ومثال الزائدة: وعيد، ونذر، وهذا لا ينافي تسميتها كلها زوائد باعتبار زيادتها على خط المصحف بخلاف ياءات الإضافة فلا تكون إلا زائدة.
وقول الناظم (ودونك) اسم فعل أمر بمعنى خذ والزم.
2 - وتثبت في الحالين درا لوامعا بخلف وأولى النمل حمزة كملا
3 - وفي الوصل حماد شكور إمامه وجملتها ستون واثنان فاعقلا
المعنى: أن ما يذكر في هذا الباب من الزوائد
nindex.php?page=showalam&ids=16456لابن كثير فهو يثبته في الحالين، وما يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=17246لهشام فله الخلف، أي يجوز له إثباته في الحالين وحذفه فيهما، وما يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=12114لأبي عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع فهم يثبتونه في الوصل ويحذفونه في الوقف، هذه هي القاعدة العامة للقراء الذين يثبتون هذه الياءات، ولكن
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة خالف أصله، فأثبت الياء الزائدة الأولى في سورة النمل وصلا ووقفا، وهي في
أتمدونن بمال واحترز بالأولى عن الثانية في السورة، وهي
فما آتاني الله خير ، وسيأتي حكمها له، وجملة الياءات الزائدة اثنتان وستون ياء.
4 - فيسري إلى الداع الجوار المناد يهـ دين يؤتين مع أن تعلمني ولا
[ ص: 194 ] 5 - وأخرتني الإسرا وتتبعن سما وفي الكهف نبغي يأت في هود رفلا
6 - سما ودعائي في جنى حلو هديه وفي اتبعوني أهدكم حقه بلا
7 - وإن ترني عنهم تمدونني سما فريقا ويدع الداع هاك جنى حلا
أثبت أهل سما وهم:
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو الياءات في الكلمات الآتية:
إذا يسر في سورة الفجر،
مهطعين إلى الداع بالقمر،
ومن آياته الجوار في الشورى،
المناد من مكان في (ق)،
وقل عسى أن يهديني ،
فعسى ربي أن يؤتيني خيرا ،
على أن تعلمني ثلاثتها بالكهف،
لئن أخرتن إلى يوم القيامة بالإسراء،
ألا تتبعني في طه. وأثبت أهل سما
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي الياء في:
ذلك ما كنا نبغ في الكهف،
يوم يأت لا تكلم في هود، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=13869والبزي الياء في:
ربنا وتقبل دعاء بإبراهيم، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=16810وقالون الياء في:
اتبعون أهدكم بغافر،
إن ترن أنا أقل منك بالكهف، وأثبت أهل سما
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة الياء في:
أتمدونن بمال في النمل، وكل من القراء على أصله إلا
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة فقد خالف أصله في هذه الياء حيث أثبتها في الحالين كما سبق. وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=13869البزي nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو الياء في
يوم يدع الداع بالقمر.
8 - وفي الفجر بالوادي دنا جريانه وفي الوقف بالوجهين وافق قنبلا
9 - وأكرمني معه أهانن إذ هدى وحذفهما للمازني عد أعدلا
10 - وفي النمل آتاني ويفتح عن أولي حمى وخلاف الوقف بين حلا علا
أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش الياء في
جابوا الصخر بالواد في الفجر،
nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش على أصله في الإثبات وصلا،
nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير على أصله في الإثبات في الحالين، غير أن
nindex.php?page=showalam&ids=16832لقنبل عند الوقف وجهين: الإثبات والحذف، وأما عند الوصل: فيثبتها قولا واحدا، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=13869البزي فيثبتها في الحالتين على أصل مذهبه، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=13869والبزي الياء في لفظ
أكرمن في
فيقول ربي أكرمن وفي لفظ
أهانن في
فيقول ربي أهانن ، ثم بين الناظم أن حذف الياء في
[ ص: 195 ] هذين اللفظين
للبصري اعتبر أحسن وأجمل من إثباتهما له، فحينئذ يكون له عند الوصل كما هو مذهبه وجهان: الحذف والإثبات، وإن كان الحذف أشهر من الإثبات، وأما عند الوقف: فليس له إلا الحذف على أصل مذهبه.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو وحفص فما آتاني الله خير في النمل، بإثبات الياء مفتوحة وصلا. واختلف في الوقف عن
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبي عمرو وحفص، فروي عن كل منهم وجهان عند الوقف الإثبات والحذف، فيكون
nindex.php?page=showalam&ids=17274لورش في الوقف الحذف فحسب على أصل مذهبه، وقرأ الباقون بحذف الياء في الحالين، وهم
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر nindex.php?page=showalam&ids=11948وشعبة nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي. 11 - ومع كالجواب الباد حق جناهما وفي المهتد الإسرا وتحت أخو حلا
12 - وفي اتبعن في آل عمران عنهما وكيدون في الأعراف حج ليحملا
13 - بخلف وتؤتوني بيوسف حقه وفي هود تسألني حواريه جملا
14 - وتخزون فيها حج أشركتمون قد هدان اتقون يا أولي اخشون مع ولا
15 - وعنه وخافوني ومن يتقي زكا بيوسف وافى كالصحيح معللا
أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش، nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو الياء في
كالجواب في
وجفان كالجواب في سبإ، والياء في
والباد في
سواء العاكف فيه والباد في الحج، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو الياء في
فهو المهتدي في الأعراف، وفي السورة التي تحتها وهي الكهف، والياء في
ومن اتبعن بآل عمران، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام بخلف عنه الياء في
ثم كيدون بالأعراف،
nindex.php?page=showalam&ids=12114فأبو عمرو يثبتها وصلا على قاعدته، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام فله الخلاف في الحالين عملا بهذا البيت، وبقوله في صدر الباب (لوامعا بخلف)، ولكن الذي صوبه أهل الأداء عامة أن
nindex.php?page=showalam&ids=17246هشاما ليس له في هذه الياء من طريق الحرز إلا الإثبات وصلا ووقفا، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو الياء في
حتى تؤتون موثقا من الله بيوسف، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش الياء في
فلا تسألني ما ليس لك به علم في هود، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو وحده الياء في الكلمات الآتية:
ولا تخزون في هود،
بما أشركتمون بإبراهيم،
وقد هداني بالأنعام،
[ ص: 196 ] واتقون يا أولي الألباب بالبقرة،
واخشون ولا تشتروا بالمائدة،
وخافون إن كنتم مؤمنين بآل عمران، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=16832قنبل الياء في يتق، في
إنه من يتق ويصبر بيوسف، وأشار إلى توجيه إثبات الياء في هذه الكلمة بأن من
العرب من يجري المعتل مجرى الصحيح فلا يحذف من حروفه شيئا عند دخول جازم عليه كما لا يحذف شيئا من الصحيح ويكتفي بإسكان آخره، ومن الشواهد على ذلك قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي 16 - وفي المتعالي دره والتلاق والتـ
ناد درى باغيه بالخلف جهلا 17 - ومع دعوة الداعي دعان حلا جنى
وليسا لقالون عن الغر سبلا
أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير الياء في
الكبير المتعال بالرعد، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير nindex.php?page=showalam&ids=16810وقالون بخلف عنه الياء في:
لينذر يوم التلاق ،
أخاف عليكم يوم التناد والموضعان بغافر، والذي عليه المحققون: أن
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون ليس له من طريق النظم في هذين الموضعين إلا الحذف فيقتصر له عليه، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو الياء في الداع، دعان، في
أجيب دعوة الداع إذا دعان بالبقرة، وقوله: (وليسا
nindex.php?page=showalam&ids=16810لقالون عن الغر سبلا) ألف التثنية تعود على الياءين، وهي اسم ليس،
nindex.php?page=showalam&ids=16810و(لقالون) متعلق بمحذوف خبرها، و(الغر) جمع الأغر وهو المشهور، والجار والمجرور (عن الغر) متعلق بمحذوف حال من ضمير الخبر. و(سبلا) جمع سابلة وهم المختلفون في الطريق المتفرقون في السبل، وهو منصوب على الحال من الغر، والتقدير: وليس الياءان كائنين لقالون حال كونهما واردين عن النقلة ذوي الشهرة، حال كون هؤلاء النقلة متشعبين في طرق النقل، خبيرين بها.
والمعنى: أن هذين الياءين لم يثبتا
nindex.php?page=showalam&ids=16810لقالون عن النقلة المشهورين والرواة المعروفين بطرق الأداء الخبيرين بتحمل الأحرف في القرآن الكريم، ويؤخذ من هذا بطريق المفهوم أن الياءين ثبتا
nindex.php?page=showalam&ids=16810لقالون عن رواة غير مشهورين، فحينئذ يكون
nindex.php?page=showalam&ids=16810لقالون في هذين الياءين الحذف والإثبات، والأصح الحذف.
18 - نذيري لورش ثم تردين ترجمو ن فاعتزلون ستة نذري جلا
[ ص: 197 ] 19 - وعيدي ثلاث ينقذون يكذبو ن قال نكيري أربع عنه وصلا
أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش الياء في الكلمات الآتية:
كيف نذير بالملك،
إن كدت لتردين بالصافات،
وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ،
وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون والموضعان بالدخان، " فكيف كان عذابي ونذر " ، في ستة مواضع في سورة القمر،
وخاف وعيد بإبراهيم،
فحق وعيد ،
من يخاف وعيد كلاهما في (ق)،
ولا ينقذون في يس،
إني أخاف أن يكذبون في القصص،
فكيف كان نكير في الحج وسبإ وفاطر والملك.
20 - فبشر عباد افتح وقف ساكنا يدا وواتبعون حج في الزخرف العلا
قوله تعالى في سورة الزمر
فبشر عباد أثبت
nindex.php?page=showalam&ids=14543السوسي الياء فيه مفتوحة وصلا، ساكنة وقفا، هذا معنى النظم، ولكن ذكر
السيد هاشم أن فتح الياء
nindex.php?page=showalam&ids=14543للسوسي وصلا، وسكونها وقفا ليس من طريق الحرز، بل طريقه الحذف في الحالين، وهذا ما يؤخذ من النشر صراحة، وعلى هذا ينبغي لمن يقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14543للسوسي من طريق الحرز أن يقتصر له على الحذف في الحالين، وأثبت
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو الياء في
واتبعون هذا صراط مستقيم بالزخرف.
21 - وفي الكهف تسألني عن الكل ياؤه على رسمه والحذف بالخلف مثلا
أثبت القراء السبعة ياء
فلا تسألني عن شيء بالكهف في الحالين، لأنها ثابتة في رسم المصاحف ما عدا
ابن ذكوان من السبعة، فله فيها الخلف بين الإثبات والحذف وصلا ووقفا، قال في النشر: والوجهان صحيحان عن
ابن ذكوان. 22 - وفي نرتعي خلف زكا وجميعهم بالاثبات تحت النمل يهديني تلا
اختلف عن
nindex.php?page=showalam&ids=16832قنبل في ياء
يرتع بيوسف، فروي عنه فيها الإثبات والحذف، وعلى وجه الإثبات يكون في الحالين على أصل مذهبه، وهذا من الناظم خروج عن طريقه وطريق أصله، فطريقه: حذف الياء في الحالين
nindex.php?page=showalam&ids=16832لقنبل، وجميع القراء أثبتوا الياء في لفظ
يهديني في
عسى ربي أن يهديني سواء السبيل في السورة التي تحت النمل،
[ ص: 198 ] وهي القصص.
23 - فهذي أصول القوم حال اطرادها أجابت بعون الله فانتظمت حلا
24 - وإني لأرجوه لنظم حروفهم نفائس أعلاق تنفس عطلا
25 - سأمضي على شرطي وبالله أكتفي وما خاب ذو جد إذا هو حسبلا
(الأصول) جمع أصل، والأصل: هو القاعدة الكلية التي تنطبق على ما تحتها من الجزئيات الكثيرة، والمراد بها الأبواب السابقة التي تضمنت أصول كل قارئ وقاعدته العامة التي يكون تحتها جزئيات متعددة. و(القوم) هم القراء السبعة، يقول: هذه قواعد القراء العامة وأحكامهم الكلية حال اطرادها وتحققها في أفرادها وجريها على سنن واحد لا اعوجاج فيه ولا التواء، دعوتها لأنظم عقودها في سمط هذه القصيدة، فانقادت لنظمي طيعة بتوفيق الله تعالى وتيسيره، فاجتمعت متسقة الألفاظ متعانقة التركيب كعقد نضيد التأمت حباته وتناسقت خرزاته. و(الحروف) هي الكلمات القرآنية المختلف فيها بين القراء التي لم تطرد ولم تندرج تحت قاعدة كلية. و(النفائس) جمع نفيسة أو جمع نفيس.
و(الأعلاق) جمع علق، وهو النفيس، والإضافة فيه كما يقال: أجود الجيد، وخيار الخيار.
و(عطلا) جمع عاطل وهو الجيد الخالي من الزينة. و(تنفس) تضع النفيسة أي تجعل الجيد الخالي من الزينة مزينا بوضع شيء من الحلي فيه.
والمعنى: وإني لأرجو الله سبحانه أن يكمل علي نعمته بتيسير نظم حروف القراء التي اختلفوا فيها، ولم تندرج تحت أصول عامة وقواعد كلية، والمراد ما سيذكره في الفرش من كلمات القرآن التي هي موضع خلاف القراء. وقوله: (سأمضي على شرطي) سأستمر على ما التزمته من بيان القراءة والترجمة والرمز والقيود وما يتعلق بذلك، وإذا قال المجد المحق في شيء: (حسبي الله) لا يخيب أمله ولا يضيع رجاؤه. و(حسبل) قال: حسبي الله، مثل حمدل قال: الحمد لله وسبحل قال: سبحان الله، وجعفل قال: جعلني الله فداءك. وفي الكلام إشارة إلى أن من يعنى بمعرفة هذه الحروف يصير بها ذا شرف ونفاسة كالجيد العاطل إذا حلي بالقلائد السمينة.