حكم الترجمة الحرفية
ولهذا لا يجد المرء أدنى شبهة في حرمة ترجمة القرآن ترجمة حرفية . فالقرآن كلام الله المنزل على رسوله المعجز بألفاظه ومعانيه المتعبد بتلاوته ، ولا يقول أحد
[ ص: 308 ] من الناس إن الكلمة من القرآن إذا ترجمت يقال فيها إنها كلام الله ، فإن الله لم يتكلم إلا بما تتلوه بالعربية ، ولن يتأتى الإعجاز بالترجمة ; لأن الإعجاز خاص بما أنزل باللغة العربية - والذي يتعبد بتلاوته هو ذلك القرآن العربي المبين بألفاظه وحروفه وترتيب كلماته .
فترجمة القرآن الحرفية على هذا مهما كان المترجم على دراية باللغات وأساليبها وتراكيبها تخرج القرآن عن أن يكون قرآنا .
الترجمة المعنوية
القرآن الكريم -وكذا كل كلام عربي بليغ- له معان أصليه ، ومعان ثانوية .
والمراد بالمعاني الأصلية المعاني التي يستوي في فهمها كل من عرف مدلولات الألفاظ المفردة وعرف وجوه تراكيبها معرفة إجمالية .
والمراد بالمعاني الثانوية خواص النظم التي يرتفع بها شأن الكلام ، وبها كان القرآن معجزا .
فالمعنى الأصلي لبعض الآيات قد يوافق فيه منثور كلام العرب أو منظومه ، ولا تمس هذه الموافقة إعجاز القرآن ، فإن إعجازه ببديع نظمه وروعة بيانه ، أي بالمعنى الثانوي . وإياه عنى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في كشافه بقوله : " إن في كلام العرب -خصوصا القرآن- من لطائف المعاني ما لا يستقل بأدائه لسان " .
"