فوائد هذا المبحث
ولمعرفة أول ما نزل وآخر ما نزل فوائد أهمها :
أ- بيان العناية التي حظي به القرآن الكريم صيانة له وضبطا لآياته : فقد وعى الصحابة هذا الكتاب آية آية ، فعرفوا متى نزلت ؟ وأين نزلت ؟ حيث كانوا يتلقون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ينزل عليه من القرآن تلقي المؤمنين لأصول دينهم ، ومبعث
[ ص: 70 ] إيمانهم ، ومصدر عزهم ومجدهم ، وكان من أثر ذلك سلامة القرآن من التغيير والتبديل :
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
ب- إدراك أسرار التشريع الإسلامي في تاريخ مصدره الأصيل : فإن آيات القرآن الكريم عالجت النفس البشرية بهداية السماء . وأخذت الناس بالأساليب الحكيمة التي ترقى بنفوسهم في سلم الكمال ، وتدرجت بهم في الأحكام التي يستقيم بها منهج حياتهم على الحق ، وتنتظم شئون مجتمعهم على الطريق الأقوم .
جـ-
تمييز الناسخ من المنسوخ : فقد ترد الآيتان أو الآيات في موضوع واحد ، ويختلف الحكم في إحداها عن الأخرى ، فإذا عرف ما نزل أولا وما نزل آخرا كان حكم ما نزل آخرا ناسخا لحكم ما نزل أولا .