7-
الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل :
الاسم يدل على الثبوت والاستمرار . والفعل يدل على التجدد والحدوث ، ولكل منهما موضعه الذي لا يصلح له الآخر ، فيأتي التعبير مثلا في النفقة بالفعل كقوله :
الذين ينفقون في السراء والضراء ، ولم يقل " المنفقون " ويأتي التعبير في الإيمان بالاسم كقوله :
إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ; لأن النفقة أمر فعلي شأنه الحدوث والتجدد بخلاف الإيمان فإنه له حقيقة تقوم بدوام مقتضاها ، والمراد بالتجدد في الماضي الحصول مرة بعد أخرى ، وفي المضارع أن من شأنه أن يتكرر ويقع مرة بعد أخرى ، ومضمر الفعل في ذلك كمظهره ولهذا قالوا : إن سلام
إبراهيم عليه السلام أبلغ من سلام الملائكة في قوله تعالى :
إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما ، فالنصب على أنه مصدر سد مسد الفعل ، وأصله :
[ ص: 197 ] نسلم عليك سلاما ، وهذه العبارة مؤذنة بحدوث التسليم منهم ، بخلاف رده :
قال سلام ، فإنه معدول به إلى الرفع على الابتداء ، وخبره محذوف والمعنى : عليكم سلام . للدلالة على إثبات السلام ، كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به ، أخذا بأدب الله تعالى وهو أيضا من إكرامه لهم .
"