[ ص: 233 ] كتاب الحج بفتح الحاء وكسرها لغة : القصد ، وشرعا : قصد الكعبة للأفعال الآتية . قاله في المجموع ، واعترضه ابن الرفعة بأنه نفس الأفعال الآتية واستدل بخبر { nindex.php?page=hadith&LINKID=14046 : الحج عرفة } ومعلوم أن الموافق للغالب الأول من أن المعنى الشرعي يكون مشتملا على المعنى اللغوي بزيادة ، ولا دلالة له في الخبر ; لأن معناه معظم المقصود منه عرفة ، لكن يؤيده قولهم : أركان الحج خمسة أو ستة .
وروي [ ص: 234 ] { أن آدم عليه السلام لما حج قال له جبريل : إن الملائكة كانوا يطوفون قبلك بهذا البيت بسبعة آلاف سنة } ورجح بعضهم أنه لم يجب إلا على هذه الأمة لكن قال جمع : إنه غريب ، بل وجب على غيرها أيضا .
( قوله : لغة القصد ) أو كثرته إلى من يعظم ا هـ حج ( قوله : ومعلوم أن الموافق للغالب إلخ ) أي ومن غير الغالب أن يكون المعنى الشرعي مباينا للغوي لكن بينهما مناسبة ، وعبارة حج اعتراضا على تفسيره بالأفعال لكن يعكر عليه أن المعنى الشرعي يجب اشتماله على المعنى اللغوي بزيادة ، وذلك غير موجود هنا إلا أن يقال : إن ذلك أغلبي أو أن منها النية ، وهي من جزيئات المعنى اللغوي ، ونظيره الصلاة الشرعية لاشتمالها على الدعاء ا هـ .
يعنى فيكون إطلاق الحج على الأفعال مجازا من باب تسمية الكل باسم جزئه ، وقوله الأول : أي قصد الكعبة إلى آخره ( قوله : لكن يؤيده قولهم ) أي قوله واعترضه ابن الرفعة ( قوله : وهو من الشرائع القديمة ) بل ما من نبي إلا وحج خلافا لمن استثنى هودا وصالحا ا هـ زيادي وحج .
وقوله ما من نبي شمل عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم ، وبه صرح السيوطي في رسالته المسماة بالإعلام بحكم عيسى عليه السلام ، فقال عيسى مع بقاء نبوته معدود في أمة النبي وداخل في زمرة الصحابة فإنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو حي مؤمنا به ومصدقا ، وكان اجتماعه به مرات في غير ليلة الإسراء من جملتها بمكة .
روى ابن عدي في الكامل عن { nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال بينما نحن مع رسول الله إذ رأينا بردا ويدا ، فقلنا : يا رسول الله ما هذا البرد الذي رأينا واليد ؟ قال : قد رأيتموه ؟ قلنا : نعم ، قال : ذاك عيسى ابن مريم سلم علي } . وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر من طريق آخر عن { nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال كنت أطوف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حول الكعبة إذ رأيته صافح شيئا ولا نراه ، فقلنا : يا رسول الله رأيناك صافحت شيئا ولا نراه ، قال : ذاك أخي عيسى ابن مريم انتظرته حتى قضى طوافه فسلمت عليه }
ا هـ بحروفه رحمه الله ( قوله : وهو أفضل العبادات ) قال الزيادي : والحج يكفر الكبائر والصغائر حتى التبعات على المعتمد إن مات في حجه أو بعده وقبل تمكنه من أدائها ( قوله : لاشتماله على المال ) وهو ما يجب أو يندب من الدماء الآتية .
[ ص: 234 ] قوله : بل وجب على غيرها ) معتمد ولا ينافيه قوله أولا وهو من الشرائع القديمة لجواز أن يكون عند هذا القائل مندوبا
حاشية المغربي
[ ص: 230 - 233 ] كتاب الحج ( قوله ويجاب بأن هذه أركان للمقصود إلخ ) هذا الجواب للشهاب حج في إمداده ، ولكن قال الشهاب سم : إنه تكلف بعيد .