( فإن ) ( برئ ) من يرجى برؤه بعد إعتاقه ( بان الإجزاء في الأصح ) لخطأ الظن ، وبه يفرق بين هذا وبين ما مر قبيل فصل تجب الزكاة على الفور عن والد الروياني لأنه ظن ثم أخلف مع أن الأصل عدم النصاب ثم والأصل : أي الغالب هنا البرء ، بخلاف ما لو أعتق أعمى فأبصر لتحقق يأس إبصاره فكأن عوده نعمة جديدة محضة والثاني لا ، لاختلال النية وقت العتق كما لو حج عن غير المعضوب ثم بان كونه معضوبا فإنه لا يجزئ على الأصح ، ورجح جمع مقابل الأصح ، ورد بمنع تأثير ذلك في النية لأنه جازم بالإعتاق ، وإنما هو متردد في استمرار مرضه فيحتاج إلى إعتاق ثان أو لا فلا ، ومثل ذلك لا يؤثر في الجزم بالنية كما لا يخفى ، وبما قررناه في الأعمى تبين عدم منافاته لقولهملو ذهب بصره بجناية فأخذ ديته ثم عاد استردت لأن العمى المحقق لا يزول ، ووجه نفي المنافاة أن المدار هنا على ما ينافي الجزم بالنية ، والعمى ينافيه نظرا لحقيقته المتبادرة من حصول صورته فلم يجز الأعمى مطلقا ، وثم على ما يمكن عادة عوده وبالزوال بان أنه غير أعمى ، فوجب الاسترداد .
حاشية الشبراملسي
( قوله فأبصر ) أي فإنه لا يجزئ ( قوله : المتبادرة من حصول صورته ) صريح في أنه لو أبصر وتبين أن ما كان بعينيه غشاوة وأنه ليس بأعمى لم يجز لفساد النية ، وعليه فلعل الفرق بينه وبين المريض الذي لا يرجى برؤه حيث أجزأ إذا برئ أن المرض ليس فيه صورة ظاهرة تنافي الإجزاء فضعف تأثيره في النية ولا كذلك الأعمى ، وينبغي أن مثل ذلك زوال الجنون والزمانة فلا يكفي عن الكفارة أخذا من الفرق الذي ذكرهالشارح إلا أن يقال العمى المحقق أيس معه من عود البصر ، بخلاف الجنون والزمان المحققين فإن كلا منهما يمكن زواله بل عهد وشوهد وقوعه كثيرا ( قوله : فلم يجز الأعمى مطلقا ) [ ص: 95 ] أبصر بعد أم لا ، .
حاشية المغربي
( قوله : فكأن عوده نعمة جديدة ) هو بتشديد النون من فكأن ليوافق ما سيأتي قريبا آخر السوادة ( قوله : ; لأنه جازم بالإعتاق ) قال الشهاب سم : فيه نظر ، لأن النية ليست مجرد قصد الإعتاق بل الإعتاق عن الكفارة ، وهو متردد فيه قطعا فانظر بعد ذلك ما بناه على هذا . ا هـ . ( قوله : ووجه عدم المنافاة إلخ . ) قال الشهاب المذكور : قد يقال هذا لا يدفع المنافاة الموردة هنا ، وهي دلالة ما هنا على زوال العمى المحقق وما هناك على عدم زواله فتأمله . ا هـ .