باب
الفيء قوله ( وهو ما أخذ من مال مشرك بغير قتال ، كالجزية والخراج ) الصحيح من المذهب : أن مصرف الخراج كالفيء . وعليه أكثر الأصحاب وقطع به كثير منهم . وجزم
ابن شهاب وغيره بالمنع ، لافتقاره إلى اجتهاد ، لعدم تعيين مصرفه .
تنبيه :
( والعشر ما تركوه فزعا ، وخمس خمس الغنيمة ، ومال من مات لا وارث له ) .
قد تقدم
حكم قسم خمس الغنيمة ، وأنه يقسم خمسة أقسام . وذكرنا الخلاف في
خمسه الذي لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم هل يصرف مصرف الفيء أم لا ؟ في الباب الذي قبله .
قوله ( فيصرف في المصالح )
يصرف الفيء في مصالح المسلمين . على الصحيح من المذهب . وعليه جماهير الأصحاب . وجزم به في الوجيز وغيره . وقدمه في المغني ، والشرح ، والمحرر ، والنظم ، والفروع ، والرعايتين ، والحاويين ، وغيرهم .
وقيل : يختص به المقاتلة . اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي .
واختار
أبو حكيم والشيخ تقي الدين : أنه لا حصة للرافضة فيه . وذكره
ابن القيم في الهدي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد رحمهما الله تعالى .
وذهب بعض الأصحاب أنه لجماعة المسلمين .
فائدة :
لا يفرد عبد بالإعطاء ، على الصحيح من المذهب ، بل يزاد سيده .
وقيل : يفرد بالإعطاء .
[ ص: 199 ]
قوله ( ولا يخمس ) هذا المذهب . نص عليه في رواية
أبي طالب . وعليه أكثر الأصحاب . وجزم به في الوجيز ، وغيره . وقدمه في الهداية ، والمذهب ، ومسبوك الذهب ، والخلاصة ، والمغني ، والشرح ، والفروع ، وغيرهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف ،
والشارح وغيرهما : هذا ظاهر المذهب . وهي المشهورة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي : يخمس . واختاره
أبو محمد يوسف الجوزي . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي : ولم أجد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بما قال
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي نصا .
قلت : وأثبته رواية في الشرح ، والرعايتين ، والحاويين ، والفروع ، وغيرهم .
فعلى هذا : يصرف مصرف خمس الغنيمة على ما تقدم . واختار
الآجري : أن النبي صلى الله عليه وسلم قسمه خمسة وعشرين سهما ، فله أربعة أخماس . ثم خمس الخمس أحد وعشرون سهما ، كلها في المصالح . وبقية خمس الخمس لأهل الخمس .
وقال
ابن الجوزي في كشف المشكل : كان ما لم يوجف عليه ملكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة . هذا اختيار
أبي بكر من أصحابنا .