فائدة : لو
قال " إن رضي أبوك فأنت طالق " فقال " ما رضيت " ثم قال " رضيت " طلقت ; لأنه معلق ، فكان متراخيا ، ذكره في الفنون ، وقال : قال قوم ينقطع بالأول ، ولو قال " إن كان أبوك يرضى بما فعلته فأنت طالق " فقال " ما رضيت "
[ ص: 110 ] ثم قال " رضيت " طلقت ، لأنه علقه على رضى مستقبل وقد وجد ، بخلاف " إن كان أبوك راضيا به " ; لأنه ماض .
قوله ( وإن
قال : إن كنت تحبين أن يعذبك الله بالنار فأنت طالق ، أو قال : إن كنت تحبينه بقلبك فأنت طالق ، فقالت : أنا أحبه ) ، فقد توقف
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رحمه الله تعالى عنها ، وقال : دعنا من هذه المسائل ، وكذا قال في الهداية ، والمستوعب ، وغيرهما ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي : تطلق ، وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل مذهبنا ومذهب العلماء كافة ، سوى
nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد بن الحسن ، وجزم به في الوجيز ، واقتصر عليه في الخلاصة في الأولى ، وصححه في الثانية ، وقدمه في الرعايتين ، والحاوي ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف هنا " والأولى أنها لا تطلق إذا كانت كاذبة " ، وهو المذهب ، قدمه في الفروع ، وجزم به في النظم ، واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل ، وقال : لاستحالته عادة ، كقوله "
إن كنت تعتقدين أن الجمل يدخل في خرم الإبرة فأنت طالق " فقالت " أعتقده " فإن عاقلا لا يجوزه ، فضلا عن اعتقاده ، وقيل : لا تطلق مطلقا ، ذكره في الرعايتين ، وقيل : لا تطلق في قوله " إن كنت تحبينه بقلبك " وإن طلقت في الأولى ، وهو احتمال في الهداية .
فائدتان . إحداهما : مثل ذلك خلافا ومذهبا لو قال " إن كنت تبغضين الجنة فأنت طالق " فقالت " أنا أبغضها " وكذا لو قال " إن كنت تبغضين الحياة " ونحو ذلك مما يعلم أنها تحبه ، قاله في المستوعب .
[ ص: 111 ] الثانية : لو قالت امرأته " أريد أن تطلقني " فقال " إن كنت تريدين " أو " إذا أردت أن أطلقك فأنت طالق " فظاهر الكلام : يقتضي أنها تطلق بإرادة مستقبلة ، ودلالة الحال على أنه أراد إيقاعه ، للإرادة التي أخبرته بها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل في الفنون ، ونصر الثاني
العلامة ابن القيم رحمه الله في أعلام الموقعين .