قوله ( وإذا
مات رجل وخلف ولدين مسلما وكافرا فادعى كل واحد منهما : أنه مات على دينه . فإن عرف أصل دينه : فالقول قول من يدعيه . وإن لم يعرف : فالميراث للكافر . لأن المسلم لا يقر ولده على الكفر في دار الإسلام ) . وهو المذهب . بشرط أن يعترف المسلم : أن الكافر أخوه . وهو الذي قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي وجزم به في الوجيز . وقدمه في المغني ، والشرح ، والمحرر ، والحاوي ، والرعايتين ، والفروع ، وغيرهم .
[ ص: 414 ] وهو من مفردات المذهب وذكر
ابن أبي موسى رواية عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد رحمه الله أنهما في الدعوى سواء . فيكون الميراث بينهما نصفين . وهو ظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي في الجامع الصغير ،
والشريف ،
nindex.php?page=showalam&ids=11851وأبي الخطاب في خلافيهما . قاله
الزركشي . ونقلها
ابن منصور . سواء اعترف بالأخوة أو لا . وهو من المفردات أيضا وقيل : بالقرعة . وقيل : المال للمسلم . وهو احتمال في المغني ، والشرح . وجزم به في العمدة . وقيل : بالوقف . وهو احتمال
nindex.php?page=showalam&ids=11851لأبي الخطاب . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي : إن كانت التركة بأيديهما : تحالفا ، وقسمت بينهما . قال في الفروع : وهو سهو . لاعترافهما أنه إرث . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف : ومقتضى كلامه : أنها له مع يمينه . ولا يصح . لاعترافهما بأن التركة للميت ، وأن استحقاقها بالإرث . فلا حكم لليد . انتهى .
قلت : قال
ابن عبدوس في تذكرته : وإن كانت بيديهما : حلفا ، وتناصفاها اعترفا بالأخوة أولا . وفي مختصر
nindex.php?page=showalam&ids=13168ابن رزين : إن عرف ولا بينة ، فالقول قول المدعي . وقيل : يقرع ، أو يوقف .
[ ص: 415 ]
قوله ( وإن لم يعترف المسلم : أنه أخوه ، ولم تقم بينة : فالميراث بينهما ) . وهو المذهب . جزم به في الوجيز وقدمه في المحرر ، والشرح ، والرعايتين ، والحاوي ، والفروع ،
والزركشي وقال هذا المشهور وغيرهم . ويحتمل أن يكون للمسلم . لأن حكم الميت حكم المسلمين في غسله والصلاة عليه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي : القياس أن يقرع بينهما . قال في المغني هنا : ويحتمل أن يقف الأمر ، حتى يظهر أصل دينه .
فائدة :
هذه الأحكام إذا لم يعرف أصل دينه . فإن عرف أصل دينه ، فالمذهب : كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف . وعليه الأصحاب . وجزم به
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي ،
والشريف ،
nindex.php?page=showalam&ids=11851وأبو الخطاب ، وصاحب الفروع ،
nindex.php?page=showalam&ids=13028والمجد . وقال : رواية واحدة أن القول قول من يدعيه . وأجرى
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي على إطلاقه . فحكى عنه : أن الميراث للكافر والحالة هذه . وقدمه كما يقوله الجماعة . قال
الزركشي : وشذ
الشيرازي . فحكى فيه الروايتين اللتين فيما إذا اعترف بالأخوة ، ولم يعرف أصل دينه .
قوله ( وإن أقام كل واحد منهما بينة : أنه مات على دينه : تعارضتا ) . إذا شهدت البينتان بذلك . فلا يخلو : إما أن يعرف أصل دينه أو لا . فإن لم يعرف أصل دينه : فجزم
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف هنا بالتعارض . وهو المذهب . اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي وجماعة . منهم
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13439والمصنف في الكافي .
[ ص: 416 ] وجزم به في الشرح ،
والشيرازي . وقدمه في الفروع ، والرعايتين ، والحاوي .
nindex.php?page=showalam&ids=12251وعنه : تقدم بينة الإسلام . وجزم به في الوجيز ، والعمدة . وهو ظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=11851أبي الخطاب في الهداية . وأطلقهما في المحرر . وإن عرف أصل دينه : قدمت البينة الناقلة عنه . على الصحيح من المذهب . قدمه في الفروع . وقاله
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي وجماعة . نقله
الزركشي . واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف ، وغيره . وظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي : التعارض . لأنه لم يفرق بين من عرف أصل دينه وبين من لم يعرف أصل دينه . وقال
الشارح : إن عرف أصل دينه : نظرنا في لفظ الشهادة . فإن شهدت كل واحدة منهما أنه كان آخر كلامه : التلفظ بما شهدت به . فهما متعارضتان . وإن شهدت إحداهما : أنه مات على دين الإسلام ، وشهدت الأخرى : أنه مات على دين الكفر : قدمت بينة من يدعي انتقاله عن دينه . انتهى . وقال في الرعاية . وإن قالت بينة المسلم : مات مسلما ، وبينة الكافر : مات كافرا : قدمت بينة الإسلام . وقيل : إن عرف أصل دينه : قدمت الناقلة عنه . وقيل : بالتعارض مطلقا كما لو جهل . وقيل : تقدم إحداهما بقرعة . وقيل : يرثانه نصفين .
[ ص: 417 ] قوله ( وإن قال شاهدان " نعرفه مسلما " وقال شاهدان " نعرفه كافرا " فالميراث للمسلم إذا لم يؤرخ الشهود معرفتهم ) . إذا شهدت الشهود بهذه الصفة . فلا يخلو : إما أن يعرف أصل دينه أو لا . فإن لم يعرف ، بل جهل أصل دينه : فالميراث للمسلم ، إذا لم يؤرخ الشهود . كما هو ظاهر كلام
nindex.php?page=showalam&ids=13439المصنف . وهو المذهب . اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14209الخرقي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13439والمصنف في الكافي ،
والشيرازي . وجزم به في الوجيز ، والمنور . والعمدة ، ومنتخب
الأدمي ، وتذكرة
ابن عبدوس . وقدمه في الرعايتين .
nindex.php?page=showalam&ids=12251وعنه : يتعارضان . وهو المذهب . على ما اصطلحناه . اختاره جماعة ، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي . وقدمه في الفروع . وأطلقهما في المحرر ، والنظم ، والحاوي الصغير . واختاره في المغني ، والشرح . ولو اتفق تاريخهما . وهو ظاهر كلامه في منتخب
الشيرازي . وإن عرف أصل دينه : قدمت البينة الناقلة . وهو المذهب وعليه الأكثر . وقدم في الرعايتين : أن بينة الإسلام تقدم . وذكر قولا بالتعارض . وقولا : تقدم إحداهما بقرعة . وقولا : يرثانه نصفين .
[ ص: 418 ] فائدة :
لو شهدت بينة : أنه مات ناطقا بكلمة الإسلام ، وبينة أنه مات ناطقا بكلمة الكفر : تعارضتا ، سواء عرف أصل دينه أو لا . وعليه أكثر الأصحاب . وقطع به كثير منهم . وقال في الرعاية الصغرى : وإن شهدت بينة : أنه مات لما نطق بالإسلام ، وبينة : أنه مات لما نطق بالكفر ، وعرف أصل دينه ، أو جهل : سقطتا . والحكم كما سبق .
nindex.php?page=showalam&ids=12251وعنه : لا سقوط . ويرثه من قرع .
nindex.php?page=showalam&ids=12251وعنه : بل هما . انتهى . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13372ابن عقيل في التذكرة : إن عرف أصل دينه : قبل قول من يدعي نفيه . وشذذه
الزركشي .