فأما القتال لاقتال لديكم
كما في المغني . وأجاب عن قوله تعالى { فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم } بأن الأصل فيقال لهم أكفرتم ، فحذف القول استغناء عنه بالمقول فتبعته الفاء في الحذف . قال : ورب شيء يصح تبعا ولا يصح استقلالا كالحاج عن غيره يصلي عنه ركعتي الطواف ، ولو صلى أحد عن غيره ابتداء لا يصح على الصحيح ا هـ وكذلك الجواب هنا محذوف مع الفاء استغناء عنه بأي المفسرة له . والتقدير : وأما قوله تعالى فمؤول أي إلا إذا وهبه ، على أن الدماميني اختار جواز حذف الفاء في سعة الكلام واستشهد له بالأحاديث والآثار ( قوله كما حققه الكمال ) حيث قال ما حاصله : أن الآية وإن كانت ظاهرة فيما قاله المعتزلة ، لكن يحتمل أنها منسوخة أو مقيدة ; وقد ثبت ما يوجب المصير إلى ذلك وهو ما صح عنه صلى الله عليه وسلم " { أنه ضحى بكبشين أملحين أحدهما عنه والآخر عن أمته } " فقد روي هذا عن عدة من الصحابة وانتشر مخرجوه ; فلا يبعد أن يكون مشهورا يجوز تقييد الكتاب به بما لم يجعله صاحبه لغيره .