( و ) ثانيها ( لغو ) لا مؤاخذة فيها إلا في ثلاث طلاق وعتاق ونذر أشباه ، فيقع الطلاق على غالب الظن إذا تبين خلافه ، وقد اشتهر عن الشافعية خلافه ( إن حلف كاذبا يظنه صادقا ) في ماض أو حال فالفارق بين الغموس واللغو تعمد الكذب ، وأما في المستقبل فالمنعقدة .
[ ص: 707 ] وخصه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي بما جرى على اللسان بلا قصد ، مثل لا والله وبلى والله ولو لآت ، فلذا قال ( ويرجى عفوه ) أو تواضعا وتأدبا ، [ ص: 708 ] وكاللغو حلفه على ماض صادقا كوالله إني لقائم الآن في حال قيامه
( قوله إلا في ثلاث إلخ ) استثناء منقطع لأن الكلام في اليمين بالله تعالى وهذا في غيره ولذا قال في الاختيار : وروى ابن رستم عن nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد : لا يكون اللغو إلا في اليمين بالله تعالى وذلك أن في حلفه بالله تعالى على أمر يظنه كما قال ليس كذلك لغا المحلوف عليه وبقي قوله والله فلا يلزمه شيء ، وفي اليمين بغيره تعالى يلغو المحلوف عليه ويبقى قوله امرأته طالق وعبده حر وعليه حج فيلزمه ا هـ ملخصا ( قوله فيقع الطلاق ) أي والعتاق ويلزمه النذر كما علمت ( قوله يظنه ) أي يظن نفسه ( قوله فالفارق إلخ ) أقول : هناك فارق آخر ، وهو أن الغموس تكون في الأزمنة الثلاثة على ما سيأتي واللغو لا تكون في الاستقبال ح ( قوله وأما في المستقبل فالمنعقدة ) لا يخفى أن كلامه في الحلف كاذبا يظنه صادقا وهذا في المستقبل لا يكون إلا يمينا منعقدة ، فلا يرد أن الغموس يكون في المستقبل أيضا لأن الغموس لا بد فيه من تعمد الكذب وليس الكلام [ ص: 707 ] فيه فافهم ( قوله وخصه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلخ ) اعلم أن تفسير اللغو بما ذكره المصنف هو المذكور في المتون والهداية وشروحها . ونقل الزيلعي أنه روي عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة كقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . وفي الاختيار أنه حكاه محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ، وكذا نقل في البدائع الأول عن أصحابنا . ثم قال : وما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد على أثر حكايته عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أن اللغو ما يجري بين الناس من قولهم لا والله وبلى والله فذلك محمول عندنا على الماضي أو الحال ، وعندنا ذلك لغو . فيرجع حاصل الخلاف بيننا وبين nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في يمين لا يقصدها الحالف في المستقبل . فعندنا ليست بلغو وفيها الكفارة . وعنده هي لغو ولا كفارة فيها ا هـ فقوله فذلك محمول عندنا إلى آخر كلامه خبر قوله وما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد إلخ فهو مبني على تلك الرواية المحكية عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة أراد به بيان الفرق بينهما وبين قول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وذلك أن المستقبل يكون لغوا عنده لا عندنا . وقد فهم صاحب البحر من كلام البدائع حيث عبر بقوله عندنا وقوله فيرجع حاصل الخلاف بيننا وبين nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلخ أن مذهبنا في اليمين اللغو أنها التي لا يقصدها الحالف في الماضي أو الحال كما يقوله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إلا في المستقبل .
قلت : هذا وإن كان يوهمه آخر كلام البدائع ، لكن أوله صريح بخلافه حيث عزا ما في المتون إلى أصحابنا ثم نقل ما حكاه محمد عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة . فعلم أن قوله عندنا إلخ بناء على هذه الرواية كما قلنا وبين المذهب ، وهذه الرواية منافاة ، فإن حلفه على أمر يظنه كما قال لا يكون إلا عن قصد فينا في تفسير اللغو بالتي لا يقصدها ، نعم ادعى في البحر أن المقصودة إذا كانت لغوا فالتي لا يقصدها كذلك بالأولى فيكون تفسيرنا اللغو أعم من تفسير nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . ولا يخفى أن هذا خروج عن الجادة وعن ظاهر كلامهم ، ولا بد له من نقل صريح . والذي دعاه إلى هذا التكلف نظره إلى ظاهر عبارة البدائع الأخيرة وقد سمعت تأويلها ، وكأن الشارح نظر إلى كلام البحر من أن مذهبنا أعم من مذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فلذا قال وخصه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فافهم ، نعم قد يقال : إذا لم تكن هذه لغوا يلزم أن تكون قسما خارجا عن الأقسام الثلاثة ، فالأحسن أن يقال إن اللغو عندنا قسمان :
الأول ما ذكر في المتون ،
والثاني ما في هذه الرواية فتكون هذه الرواية بيانا للقسم الذي سكت عنه أصحاب المتون ، ويأتي قريبا عن الفتح التصريح بعدم المؤاخذة في اللغو على التفسيرين ، فهذا مؤيد لهذا التوفيق ، والله سبحانه أعلم .
( قوله ولو لآت ) أي ولو لزمان آت أي مستقبل فإنه لغو عند nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي لا عندنا حتى على الرواية المحكية عن nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ( قوله فلذا قال إلخ ) أي للاختلاف في اللغو . قال : ويرجى عفوه ، وهذا جواب عن الاعتراض على تعليق nindex.php?page=showalam&ids=16908محمد العفو بالرجاء بأن قوله تعالى - { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم } - مقطوع به فأجاب في الهداية بأنه علقه بالرجاء للاختلاف في تفسير اللغو .
واعترضه في الفتح بأن الأصح أن اللغو بالتفسيرين متفق على عدم المؤاخذة به في الآخرة وكذا في الدنيا بالكفارة قال : فالأوجه ما قيل إنه لم يرد به التعليق ، بل التبرك باسمه تعالى والتأدب { nindex.php?page=hadith&LINKID=108234كقوله عليه الصلاة والسلام لأهل المقابر وإنا إن شاء الله بكم لاحقون } " وأجاب في النهر بأنه اختلف في المؤاخذة المنفية هل هي المعاقبة في الآخرة أو الكفارة قال : ولا شك أن تفسير اللغو على رأينا ليس أمرا مقطوعا به إذ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قائل بأنه من المنعقدة فلا جرم علقه بالرجاء وهذا معنى دقيق ولم أر من عرج عليه . ا هـ .
قلت : إنما لم يعرج أحد عليه لما علمت من الاتفاق على عدم المؤاخذة به في الآخرة ، وكذا في الدنيا بالكفارة [ ص: 708 ] فافهم .
( قوله وكاللغو إلخ ) حاصله أن حلفه على ماض صادقا يمين مع أنه لم يدخل في الأقسام الثلاثة فيكون قسما رابعا ، وهو مبطل لحصرهم اليمين في الثلاثة . وأجاب صدر الشريعة بأنهم أرادوا حصر اليمين التي اعتبرها الشرع ورتب عليها الأحكام . ورده في البحر بأن عدم الإثم فيها حكم . وقال في النهر : فيه نظر . قال ح : والحق ما في البحر ، ولا وجه للنظر . ا هـ .
قلت : وأجاب في الفتح بأن الأقسام الثلاثة فيما يتصور فيه الحنث لا في مطلق اليمين ( قوله كوالله إني لقائم الآن ) تبع فيه النهر ، وكأنه تنظير لا تمثيل أشار به إلى أن الماضي كالحال . والأحسن قول الفتح كوالله لقد قام زيد أمس