مطلب طاعة الوالدين فرض عين ( قوله لا يفرض على صبي ) في الذخيرة للأب أن يأذن للمراهق بالقتال ، وإن خاف عليه القتل وقالالسعدي لا بد أن لا يخاف عليه فإن خاف قتله لم يأذن له نهر ( قوله وبالغ له أبوان ) مفاده أنهما لا يأثمان في منعه وإلا لكان له الخروج حتى يبطل عنهما الإثم ، مع أنهما في سعة من منعه إذا كان يدخلهما من ذلك مشقة شديدة ، وشمل الكافرين أيضا أو أحدهما إذا كره خروجه مخافة ومشقة وإلا بل لكراهة قتال أهل دينه ، فلا يطيعه ما لم يخف عليه الضيعة إذ لو كان معسرا محتاجا إلى خدمته فرضت عليه ولو كافرا وليس من الصواب ترك فرض عين [ ص: 125 ] ليتوصل إلى فرض كفاية ولو مات أبويه فأذن له جده لأبيه وجدته لأمه ، ولم يأذن له الآخران : أي أبو الأم وأم الأب فلا بأس بخروجه لقيام أب الأب وأم الأم مقام الأب والأم عند فقدهما ، والآخران كباقي الأجانب إلا إذا عدم الأولان : فالمستحب أن لا يخرج إلا بإذنهما ، ولو له أم أم وأم أب ، فالإذن لأم الأم بدليل تقدمها في الحضانة ولأن الأخرى لا تقوم مقام الأب ، ولو له أب وأم أب لا ينبغي الخروج بلا إذنها ; لأنها كالأم ; لأن حق الحضانة لها ، وأما غير هؤلاء كالزوجة والأولاد والأخوات والأعمام فإنه يخرج بلا إذنهم إلا إذا كانت نفقتهم واجبة عليه وخاف عليهم الضيعة ا هـ ملخصا من شرح السير الكبير ( قوله ; لأن طاعتهما فرض عين ) أي والجهاد لم يتعين فكان مراعاة فرض العين أولى ، كما في التجنيس وأخذ منه في البحر كراهة الخروج بلا إذنهما ، واعترض على قول الفتح إنه يحرم .
قلت : وفيه نظر فإن الأولى هنا بمعنى الأقوى والأرجح أي أن الأقوى مراعاة فرض العين لقوته ورجحانه على فرض الكفاية ، فحيث ثبت أنه فرض كان خلافه حراما ، ولذا قال السرخسي : فعليه أن يقدم الأقوى . نعم قدمنا آنفا عنه في الجد والجدة الفاسدين أن المستحب أن لا يخرج إلا بإذنهما ( قوله وقال عليه الصلاة والسلام إلخ ) دليل آخر على تقديم الوالدين ، وقدمنا الحديث المتفق عليه وفيه تقديم برهما على الجهاد ، وفي صحيح nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري { nindex.php?page=hadith&LINKID=108269في الرجل الذي جاء يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد قال أحي والداك ؟ قال : نعم قال ففيهما فجاهد } " وذكر بعضهم أن ذلك الرجل هو جاهمة بن العباس بن مرداس ، ثم رأيت في شرح السير الكبير قال : وذكر { عن ابن عباس بن مرداس أنه قال يا رسول الله إني أريد الجهاد قال ألك أم ؟ قال : نعم قال الزم أمك } " إلخ ( قوله تحت رجل أمك ) هو في معنى حديث " { nindex.php?page=hadith&LINKID=14029الجنة تحت أقدام الأمهات } " ولعل المراد منه والله تعالى أعلم تقبيل رجلها أو هو كناية عن التواضع لها وأطلقت الجنة على سبب دخولها ( قوله فيه خطر ) كالجهاد وسفر البحر والخطر بالخاء المعجمة والطاء المهملة المفتوحتين الإشراف على الهلاك كما في ط عن القاموس ( قوله وما لا خطر ) كالسفر للتجارة والحج والعمرة يحل بلا إذن إلا إن خيف عليهما الضيعة سرخسي ( قوله ومنه السفر في طلب العلم ) ; لأنه أولى من التجارة إذا كان الطريق آمنا ولم يخف عليهما الضيعة سرخسي