إذا ما اعتز ذو علم بعلم فعلم الفقه أولى باعتزاز فكم طيب يفوح ولا كمسك
وكم طير يطير ولا كبازي
وخير علوم علم فقه لأنه يكون إلى كل العلوم توسلا
فإن فقيها واحدا متورعا على ألف ذي زهد تفضل واعتلى
تفقه فإن الفقه أفضل قائد إلى البر والتقوى وأعدل قاصد
وكن مستفيدا كل يوم زيادة من الفقه واسبح في بحور الفوائد
فإن فقيها واحدا متورعا أشد على الشيطان من ألف عابد
ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء
ووزن كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم ولا تجهل به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء
وإنما العلم لأربابه ولاية ليس لها عزل [ ص: 42 ]
إن الأمير هو الذي يضحى أميرا عند عزله
إن زال سلطان الولاية كان في سلطان فضله
والعمر عن تحصيل كل علم يقصر فابدأ منه بالأهم وذلك الفقه فإن منه
ما لا غنى في كل حال عنه
الناس من جهة التمثال أكفاء أبوهمو آدم والأم حواء
وإنما أمهات الناس أوعية مستودعات وللأحساب آباء
إن لم يكن لهمو من أصلهم شرف يفاخرون به فالطين والماء
وإن أتيت بفخر من ذوي نسب فإن نسبتنا جود وعلياء
أخو العلم حي خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميم
وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى يظن من الأحياء وهو عديم
إن الملوك ليحكمون على الورى وعلى الملوك لتحكم العلماء