والذي أقول إن ما كان من النفاق في الأفعال لا يكفر وذلك فيما سأله إسحاق بن إبراهيم عمن لا يخاف النفاق على نفسه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ومن يأمن النفاق ؟ فبين أنه يكون في غالب حال الإنسان ، ولا يدل على كفره . وفي معنى النفاق الرياء للناس ، ومراده بذلك : ولا يكفر به ، فكذا هذا النفاق ، أو أنه نفاق ، فهو مثله : nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث عقبة nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر : { nindex.php?page=hadith&LINKID=1551وأكثر منافقي أمتي قراؤها } والمراد الرياء ، ولعل مراد من قال كله كفر غير ناقل عن الملة ، كقول nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : كفر دون كفر ، وإلا فضعيف جدا ، وظاهر كلام الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأصحابه لا يكفر إلا منافق أسر الكفر ( م 2 ) [ ص: 167 ] قال : ومن أصحابنا من أخرج nindex.php?page=showalam&ids=14078الحجاج عن الإسلام لأنه أخاف المدينة ، وانتهك حرم الله وحرم رسوله فيتوجه عليه ، يزيد ونحوه . ونص nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد خلاف ذلك ، وعليه الأصحاب ، وأنه لا يجوز التخصيص باللعنة ، خلافا لأبي الحسين وابن الجوزي وغيرهما .
وقال شيخنا : ظاهر كلامه لكراهة ، وفي شرح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم : أجمع العلماء أن من كان مصدقا بقلبه ولسانه وفعل هذه الخصال يعني الأربع التي من كن فيه كان منافقا خالصا لا يكفر ، ولا هو منافق يخلد في النار ، فإن إخوة يوسف وغيرهم جمعوا هذه الخصال .
قال أكثر العلماء : ومعنى الخبر أنه يشبه المنافق ، فإنه أظهر خلاف ما أبطن ، قال بعضهم : ومن ندر ذلك منه فليس داخلا في الخبر .
وقال الترمذي : إنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل .
وقال جماعة : المراد المنافقون الذين كانوا زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : معناه التحذير للمسلم أن يعتاد هذه الخصال فيخاف أن يفضي به إلى حقيقة النفاق .
وقد ذكر معنى هذه الأقوال أو بعضها في أحاديث ، ولا يكفر من حكى كفرا سمعه ولا يعتقده ، ولعل هذا ( ع ) ، وروى nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر في ترجمة محمد بن سعيد بن هناد : سمعت يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي قال : جاء رجل إلى nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بن أنس وأنا شاهد فقال : ما تقول في رجل يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : كافر زنديق ، خذوه فاقتلوه . فقال الرجل : إنما أحكي كلاما سمعته ، فقال : إنما سمعته منك .
[ ص: 166 ] مسألة 2 ) قوله : وإن أظهر أنه قائم بالواجب وفي قلبه أنه لا يفعل فنفاق كقوله في ثعلبة { ومنهم من عاهد الله } الآية ، وهل يكفر ؟ على وجهين وجه كفره أنه شاق الله ورسوله ورد رسول رسول الله فكفر ، قال : وطائفة من أصحابنا قالوا : كله كفر ، لأنه مكذب ، والذي أقول : إن ما كان من النفاق في الأفعال لا يكفر وظاهر كلام الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد والأصحاب لا يكفر إلا منافق أسر الكفر ، انتهى .
[ ص: 167 ] هذا كله من كلام nindex.php?page=showalam&ids=14953القاضي ، والصواب أنه لا يكفر إلا من أسر الكفر لا غيره ، كما قال القاضي : إنه ظاهر كلام الإمام والأصحاب .