ولم يذكر المصنف الموالي ; لأن المراد بالمولى هنا ما ليس بعربي وإن لم يمسه رق ; لأن العجم لما ضلوا أنسابهم كان التفاخر بينهم في الدين كما في الفتح أو ; لأن بلادهم فتحت عنوة بأيدي العرب فكان للعرب استرقاقهم فإذا تركوهم أحرارا فكأنهم أعتقوهم والموالي هم المعتقون كما في التبيين [ ص: 141 ] أو ; لأنهم نصروا العرب على قتل الكفار من أهل الحرب والناصر يسمى مولى قال تعالى { وأن الكافرين لا مولى لهم } كما في غاية البيان .
والحاصل : أن النسب المعتبر هنا خاص بالعرب ، وأما العجم فلا يعتبر في حقهم ولذا كان بعضهم كفؤا لبعض ، وأما معتق العربي فهو ليس بكفء لمعتق العجمي كما سيأتي في الحرية ، وأطلق المصنف في العرب فأفاد أن بني باهلة كفء لبقية العرب غير قريش وفي الهداية وبنو باهلة ليسوا بأكفاء لعامة العرب ; لأنهم معروفون بالخساسة . قالوا : لأنهم كانوا يستخرجون النقي من عظام الموتى ويطبخون العظام ويأخذون الدسومات منها ويأكلون بقية الطعام مرة ثانية ورده في فتح القدير بأنه لا يخلو عن نظر فإن النص لم يفصل مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعلم بقبائل العرب وأخلاقهم ، وقد أطلق في قوله { nindex.php?page=hadith&LINKID=83479العرب بعضهم أكفاء لبعض } وليس كل باهلي كذلك بل فيهم الأجواد وكون فصيلة منهم أو بطن صعاليك فعلوا ذلك لا يسري في حق الكل ا هـ .
فالحق الإطلاق وباهلة في الأصل اسم امرأة من همدان والتأنيث للقبيلة سواء كان في الأصل اسم رجل أو اسم امرأة كذا في الصحاح وقال في الديوان الباهلة قبيلة من قبيلة القيس وفي القاموس ، باهلة : قوم .
( قوله قال في المبسوط أفضل الناس نسبا إلخ ) قال الرملي فهم صاحب النهر أنه أورده دليلا لمدعاه ، فقال : ولا يخفى أن هذا لا دلالة فيه إذ كون شرف الحسب يوازي شرف النسب لا ينافي كون بني هاشم أفضل نسبا . نعم الحسيب قد يراد به ذو المنصب والجاه كما فسره به في المحيط عن صدر الإسلام ، وهذا ليس كفؤا للعلوية كما في الينابيع ا هـ .
وأنت على علم بأنه وإن ذكره تلوه لا يدل على أنه أورده لذلك بل لفائدة معرفة التفاضل في الأنساب وإلا يشكل بتأخير قريش عن بني هاشم ، وقد علمت فيما سبق أنه لا يعتبر التفاضل فيما بين قريش حتى لو تزوجت هاشمية قرشيا لم يرد عقدها تأمل