صفحة جزء
الصلاة على المحمل قال : وسمعت مالكا وعبد العزيز بن أبي سلمة قال : ولم أسمع من عبد العزيز غير هذه المسألة وحدها يقولان في صلاة الجالس في المحمل : قيامه تربع فإذا ركع ركع متربعا فوضع يديه على ركبتيه فإذا رفع رأسه من ركوعه قال لي مالك : يرفع يديه عن ركبتيه ، قال : ولا أحفظ هذا الحرف رفع يديه عن ركبتيه عن عبد العزيز بن أبي سلمة ثم رجع إلى قولهما جميعا ، قالا : فإذا أهوى إلى الإيماء للسجود ثنى رجليه وسجد إلا أن يكون لا يقدر أن يثني رجليه عند الإيماء للسجود فيومئ متربعا .

قال مالك : والمحمل أشده عندي يشتد عليه أن يثني رجليه من تربعه عند سجوده فلا أرى بأسا إذا شق ذلك [ ص: 174 ] عليه أن يومئ لسجوده متربعا ، قال : وسألت مالكا عن المريض الشديد الذي لا يستطيع الجلوس أيصلي في محمله المكتوبة ؟ قال : لا يعجبني ويصلي على الأرض ، قال مالك : ومن خاف على نفسه السباع واللصوص وغيرها فإنه يصلي على دابته إيماء حيثما توجهت دابته ، وكان أحب إليه إن أمن في الوقت أن يعيد ولم يكن يراه مثل العدو .

قال : وقال لي مالك : لا يصلي على دابته التطوع إلا من هو مسافر ممن يجوز له قصر الصلاة فأما من خرج فرسخا أو فرسخين أو ثلاثة فإنه لا يصلي على دابته تطوعا .

قال : وقال مالك : ولا يصلي على دابته في الحضر وإن كان وجهه إلى القبلة ، قال : ولا يصلي مضطجعا إلا مريض ، قال : ولا يتنفل على دابته إلا في السفر الذي تقصر في مثله الصلاة .

قال : وقال مالك : يتنفل الرجل في السفر ليلا أو نهارا على دابته حيثما توجهت به ، قال : وكذلك على الأرض يتنفل ليلا أو نهارا في السفر . قال : وقال مالك : يصلي المسافر ركعتي الفجر على الراحلة ويوتر أيضا عليها في السفر .

قال : وقال مالك : لا يصلي أحد في غير سفر تقصر في مثله الصلاة على دابته للقبلة ولا يسجد عليها سجدة تلاوة للقبلة ولا لغير القبلة .

قال : وقال مالك فيمن قرأ سجدة وهو على دابته مسافر ، قال : يومئ إيماء ، وكيع عن سفيان عن عمر شيخ من الأنصار قال : رأيت أنس بن مالك يصلي على طنفسة متربعا متطوعا وبين يديه خمرة يسجد عليها . وحدث عن علي عن سفيان عن رجل عن إبراهيم النخعي قال : صلاة الجالس متربعا فإذا أراد أن يسجد ثنى رجليه ، وأخبرني عن ابن وهب عن مالك بن أنس ويحيى بن عبد الله عن عمرو بن يحيى والمازني عن سعيد بن يسار عن عبد الله بن عمر قال : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على حمار متوجها إلى خيبر وهو يسير } .

قال ابن وهب : وأخبرني غير واحد عن جابر بن عبد الله وعامر بن ربيعة وأنس بن مالك { عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه كان يصلي السبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته حيث توجهت به إلى غير القبلة } .

التالي السابق


الخدمات العلمية